
مرصد مينا
أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت، بأن السلطات الأمنية اعتقلت خمسة أشخاص في مدينة يَزد الواقعة وسط البلاد، بتهمة التقاط صور والتعاون مع إسرائيل، في قضية ترتبط مباشرة بالاتهامات الموجهة لشبكات تعمل لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تنفيذ إسرائيل لأكبر عملية عسكرية جوية لها ضد أهداف داخل إيران، في محاولة معلنة لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وتسبب هذا الهجوم في مقتل عدد من القادة العسكريين والأمنيين الإيرانيين، إضافة إلى علماء في مجال الذرة، بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية.
وفي خضم تبادل القصف بين الجانبين، تداولت وسائل إعلام عبرية مشاهد مصورة نُسبت لجهاز الموساد، تظهر عدداً من عملائه داخل الأراضي الإيرانية، أثناء قيامهم بتركيب أنظمة أسلحة هجومية، وتحديداً قاعدة لطائرات مسيّرة مفخخة قرب العاصمة طهران.
ووصف مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى العملية التي نفذها الموساد داخل إيران بأنها “استثنائية من حيث النطاق والدقة”، مؤكداً أنها جاءت ثمرة سنوات من التخطيط وجمع المعلومات، وشاركت فيها وحدات من الجيش الإسرائيلي إلى جانب عناصر من جهاز الموساد، مدعومة بتقنيات متطورة ومنتجات من الصناعات الأمنية الإسرائيلية.
وأوضح المصدر أن العملية شملت ثلاث مهام متزامنة نُفذت في العمق الإيراني خلال الساعات التي تلت الهجوم الجوي، مشيراً إلى أن النجاح في تنفيذها تطلب استخدام وسائل غير تقليدية، وتوظيف “تفكير خلاق وتخطيط جريء”، إلى جانب مشاركة وحدات خاصة وعناصر زرعت مسبقاً داخل البلاد.
ووسط هذه التطورات، يواجه جهاز الاستخبارات الإيراني ضغوطاً متزايدة بعد اختراقات متكررة من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، كان آخرها الكشف عن شبكات تعمل داخل إيران وتمكنت من تنفيذ عمليات معقدة دون أن يتم رصدها مسبقاً.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الاعتقالات قد تكون محاولة من السلطات الإيرانية لاحتواء تداعيات الضربات الإسرائيلية الأخيرة، ولإيصال رسالة إلى الداخل والخارج بأنها لا تزال تسيطر على الوضع الأمني، رغم سلسلة الاختراقات التي تعرضت لها في السنوات الأخيرة على يد الموساد، وآخرها يوم أمس الجمعة.