مرصد مينا – المانيا
أصدر القضاء الألماني، اليوم الأربعاء حكمه بحق عنصر سابق في الاستخبارات السورية، وقضى بالسجن أربع سنوات ونصف السنة، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الانسانية، وذلك في إطار أول محاكمة في العالم مرتبطة بانتهاكات تنسب الى نظام “بشار الأسد”.
المحكمة العليا في مدينة “كوبلنز” الألمانية، أدانت السوري “إياد الغريب”، بتهمة المشاركة في اعتقال 30 متظاهرا على الأقل، في مدينة دوما، الواقعة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، خلال العام 2011، ونقلهم إلى مركز اعتقال سري تابع لأجهزة الاستخبارات السورية، يسمى الفرع “215”.
يشار الى أن هذه هي المرة الأولى، التي تصدر فيها محكمة في العالم حكما في قضية مرتبطة بالقمع الوحشي، من قبل نظام “بشار الأسد” للاحتجاجات التي اندلعت عام 2011.
النيابة العامة كانت طالبت عقوبة السجن لمدة خمس سنوات ونصف السنة ضد “إياد الغريب” الذي كان مسؤولا في أدنى مستويات الاستخبارات قبل أن ينشق في 2012 ويهرب في نهاية المطاف من سوريا في شباط/فبراير 2013.
وكان “الغريب” قد وصل في 25 نيسان/إبريل 2018 إلى ألمانيا، بعد رحلة طويلة في تركيا ثم في اليونان.
وعندما روى رحلته الشاقة للسلطات المسؤولة عن البت في طلب اللجوء الذي قدمه، أثار اهتمام القضاء الألماني ما أدى إلى اعتقاله في شباط/فبراير 2019.
يذكر أن المتهم الثاني العقيد “أنور رسلان”، يعتبر أكثر أهمية في جهاز الأمن السوري الواسع، وملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقتل 58 شخصا وتعذيب أربعة آلاف معتقل.
ومن المتوقع أن تستمر محاكمة العقيد السابق “رسلان” حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل على الأقل.
وتزداد الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم الوطنية في ألمانيا والسويد وفرنسا بمبادرة من اللاجئين السوريين الكثر في أوروبا، حيث تعتبر الإمكانية الوحيدة للحكم على الانتهاكات المرتكبة في سوريا، في ظل غياب القضاء الدولي.