مرصد مينا
ترى صحيفة “فاينانشال تايمز البريطانية أن ثمة عقبات تحول دون انتصار زعيم حزب الشعب الجهموري التركي، كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية على الرئيس الحالي، رجب طيب إردوغان الذي حصد نسبة 49.50 بالمئة من أصوات الناخبين، بينما حاز كليتشدار أوغلو 44.89 بالمئة.
عقبات الفوز بحسب الصحيفة البريطانية هي إرهاق الناخبين الذي أصبح قضية خطيرة للمعارضة، وفي هذا الصدد يقول الخبير والمحلل الاقتصادي التركي، إركان إرجوزيل، المقيم في لندن: “قد يفقد الناخبون المعارضون الحافز بعد نتائج كانت أسوأ من المتوقع سواء في الانتخابات البرلمانية والرئاسية”، مضيفا: النتيجة تشير إلى أن المشهد السياسي التركي سيظل دون تغيير تقريبًا”.
أما العقبة الثانية فتتمثل ي مواجهة تحديات خطيرة من داخل المعارضة نفسها، إذ إن ثمة تساؤلات فيما إذا كان كليتشدار أوغلو هو المنافس المناسب لمواجهة إردوغان بالنظر إلى أنه قاد حزب الشعب الجمهوري لمدة 13 عامًا دون أن ينتصر في أي انتخابات تشريعية أو رئاسية.
وكانت ميرال أكشنار، رئيسة حزب الجيد، الذي يعد ثاني أكبر حزب في المعارضة، قد رفضت في مارس ترشيح كليتشدار أغلو لمنافسة إردوغان في انتخابات الرئاسة مما كاد يهدد بفرط عقد تحالف المعارضة “الطاولة السداسية”. ولم تقبل أكشنار بترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري إلا بعد أن توصلت إلى اتفاق معه بأن يكون رؤوساء بلديتي إسطنبول وأنقرة نائبين له.
ولكن بعد عجز تحالف الطاولة السداسية عن تحقيق الأغلبية في البرلمان، يخشى أنصار المعارضة أن تنكسر رابطة التحالف بين أقوى حزبين، مما سوف يؤثر بالضرورة على حظوظ كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.
وتبقى العقبة الأهم هي الحصول على أصوات المرشح الرئاسي القومي، سنان أوغان، الذي كان قد حصد أكثر من خمسة بالمئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التركية وعملية فرز الأصوات، خرج المرشح الرئاسي، سنان أوغان، وبعدما بات خارج معادلة التنافس في جولة الإعادة بثلاث مقابلات إعلامية، ألمح فيها إلى “دور محوري” سيلعبه بعد أسبوعين، وأطلق سلسلة من المساومات، استهدفت كلا الضفتين، الحاكمة والمعارضة.
وكان أوغان قد صرح في وقت سابق لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية إنه لن يدعم كليتشدار أوغلو إلا إذا تخلى عن حزب الشعوب الديمقراطي، وهو جماعة مؤيدة للأكراد دعمت زعيم المعارضة في الانتخابات الرئاسية.
ويوضح الباحث والإكاديمي إيمير أردوغان، من جامعة بيلجي أن معارضة أوغان لحزب الشعوب الديمقراطي جعلت من الصعب عليه التوصل إلى اتفاق مع المعارضة، الأكراد كانوا عاملاً رئيسياً في أداء كليتشدار أوغلو، وسيظل بحاجة إليهم في الجولة الثانية”.
وأضاف: “من المرجح أن يتفاوض إردوغان مع أوغان أكثر من كليتشدار أوغلو. إنه رئيس تحالف يميني يمكنه الموافقة على مطالب أوغان ولديه تاريخ من إبرام الصفقات العملية للغاية من أجل الفوز في الانتخابات”.