مايكل يونغ، يصف ثورتهم بـ ” قصة وعود مكسورة، وفرص ضائعة، وحكومات غير كفوءة، وتشكيك دائم بالقوى الخارجية”، كان ذلك وصفه للثورة الإسلامية في إيران ، فوق ذلك فهي “لم تلب تطلّعات ملايين الإيرانيين الذين أدلوا بأصواتهم في العام 1979، تأييداً للجمهورية الإسلامية وسعياً إلى تحقيق الازدهار والحرية”.
أكثر من ذلك “حصل الإيرانيون في نهاية المطاف على السلطوية بدلاً من الديمقراطية، وعلى الفساد والمحسوبية بدلاً من حكومة خاضعة إلى المساءلة والمحاسبة. وتمت كذلك التضحية بحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات تحت شعار الدين. وبدلاً من السلام، حصل الإيرانيون على الحرب الإيرانية-العراقية المدمّرة التي دامت ثماني سنوات”.
فوق هذا وذاك “تم تبذير الأموال التي كان يمكن إنفاقها لتحسين حياة الإيرانيين، على مغامرات غير محسوبة في العراق ولبنان وسورية واليمن. فإيران لاعبٌ أساسي في الشرق الأوسط، بيد أنها لاتملك أي صديق فعلي إقليمياً أو دولياً. وبعد أربعين عاماً على الثورة، لاتزال إيران سجينة خلف قضبان إيديولوجيتها وشعاراتها التأسيسية، التي ينبذها الجيل الشاب، أطفال الثورة الإيرانية”.
في كتاب لـ أندرو سكوت كوبر وهو يحمل عنوان “سقوط الجنة”، سيؤكد لنا الكاتب بأنه “من الصعب مجاراة الثورات. وهذا يبدو واضحاً في إيران اليوم، حيث ثمة دعم شعبي كبير للسلالة البهلوية التي أدّت الإطاحة بها في العام 1979 إلى تأسيس الجمهورية الإسلامية على يد روح الله الخميني. فقبل عام من كتابة هذه السطور، جابت حشود كبيرة القرى والمدن الإيرانية للمطالبة بإنهاء الحكم الديني في إيران، وإعادة النظام الملكي، وعودة أرملة الشاه، فرح، ونجلهما، رضا، الذي يحظى بأكثر من مليون متابع على وسائل الإعلام الاجتماعي، من المنفى.
إذن، يعمد الشعب الإيراني، من خلال فك ارتباطه بالثورة، التي زعم أنها حدثت باسمه، إلى نبذ النظام الذي أضفت عليه الثورة الشرعية. وعادةً ما تُنذر هذه الظاهرة، التي شهدتها إيران مراراً وتكراراً على مدى تاريخها، بتغيير السلالة الحاكمة. لقد انقضت لحظة ثورية، لتولد بعدها ربما لحظة أخرى”.
إيران اليوم، باتت تعيد التفكير بكل شيء، بآيات الله، بالاقتصاد، بالحروب المجّانية واستعداء العالم على شعبها، وكذا في تلك المعلومات التي تعلن كارثة الملالي وقد حلّت على رؤوس الإيرانيين، نعم يحدث ذلك فقد شهدت البلاد منذ ثورة العام 1979، تراجعًا غير مسبوق في حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلّي إذ تضافرت عوامل عدة مثل سوء الإدارة الاقتصادية، ووجود هيئات اقتصادية غير فعّالة وفسادٍ مُستشرٍ.
الأهم أنه بات من الصعب أكثر تحديد أمر إيجابي مما حدث طيلة أربعين عاماً من السياسات غير المدروسة، وسوء التقدير الفادح، والجهل المتعمّد، والخطاب المؤذي إلى الموارد الضائعة وموارد ضائعة، وتحويل طهران إلى سجن.
لن يطول الامر بالإيرانيين.. سيحدث ذلك فالثورة تدق بواباتهم.
ثورة على الملالي وقد حوّلوا البلاد إلى سيرك بواجهة تحمل اسم: آيات الله.