الاختراق الإيراني لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية

أدرك الملالي قبل وصولهم إلى سدة الحكم أن الإعلام يعد من أهم أدوات الحرب الناعمة لصناعة العقول وتغيير الذهنيات. إذ لعبت أشرطة التسجيلات الصوتية (خطب الخميني) والمنشورات المطبوعة، دوراً مؤثراً في تأليب الشارع الإيراني آنذاك على النظام البهلوي. وقد زادت أهمية الإعلام لدى الملالي بعد ما شاهد خميني عن قرب، كيف أن قناة بي بي سي البريطاني وإذاعة فرنسا الدولية وقنوات وصحف أجنبية أخرى، ساهمت في تغيير الرأي العام العالمي لصالح ثورة الإيرانية عبر تغطية تحركاته ومواقفه السياسية. ونتيجة لذلك دأب نظام الملالي في إيران منذ استلامه للسلطة عام 1979 على تحسين صورته في الخارج، عبر الدعاية الإعلامية الموجهة التي تطورت إلى حد إطلاق قنوات فضائية تروج لسياساته، وكذلك إنشاء وتمويل صحف ومواقع إلكترونية لذات الهدف، وصولاً إلى اختراق وسائل إعلامية معروفة ولها دور مؤثر في المستويين العربي والعالمي.

أولاً: كيف تخترق إيران وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية؟

اتبع نظام الملالي، بغية الترويج لسياساته، سبلاً ملتوية بهدف الوصول إلى الوسائل الإعلامية الناطقة بالفارسية ومن ثم اختراقها وتوجيه سياساتها التحريرية بما يتماشى مع منظوره وتوجهاته ومن بين هذه الأساليب:

Œتدريب عناصر استخباراتية بطريقة احترافية في مجال الإعلام، وإرسالهم للعمل “كصحفيين” في الوسائل الإعلامية المستهدفة. وهذا ما أقر به صراحةً وزير الأمن الإيراني السابق علي فلاحيان في لقاء مصور مع موقع “تاريخ أنلاين” ضمن برنامج “خشت خام”، في يونيو 2017. (1)

استخدام نفوذ الصحفيين الإصلاحين –الذين غادروا إيران بعد الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009-، في وسائل الإعلام التي يعملون فيها. حيث يعمل هؤلاء على تحسين صورة نظام الجمهورية الإسلامية، والترويج للتيار الإصلاحي الحاكم، باعتباره الأجدر لقيادة البلاد، مقارنة بالتيار الأصولي المدعوم من خامنئي والحرس الثوري. وهذا ما اعترف به الصحفي الإيراني المستقيل من شبكة بي بي سي، فرداد فرح زاد إذ قال في لقاء مع قناة Poshte Pardehعلى موقع يوتيوب إن معظم موظفي القناة هم من الإصلاحيين الذين لايؤمنون بإسقاط النظام بل يرون أن الحل يكمن في حدوث تغيير داخل النظام نفسه. (2)

Žاستخدام أسلوب العصا والجزرة مع الصحفيين الإيرانيين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية، بهدف تخفيف حدة نقدهم ضد النظام، ومن ذلك ممارسة الضغط والترهيب على ذويهم في إيران، أو من خلال الإغراءات وتقديم التسهيلات والاستثناءات لهم ولذويهم فيما يخص معاملاتهم العقارية والتجارية في إيران.

سماح النظام لبعض الوسائل الإعلامية، بافتتاح مكاتب لها، ومنحها حرية الحركة والتنقل داخل المدن الإيرانية -تحت إشراف أمني واستخباراتي غير معلن- بهدف رفد هذه المكاتب بالعناصر الصحفية التي تعمل بتوجيه استخباراتي.

ثانياً: تأثير اختراق الإيراني على وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية

في ظل الفهم القاصر وغياب الدراية الكاملة لدى القائمين على الوسائل الإعلام الأجنبية المستهدفة، بطبيعة البنية الفكرية والأيدلوجية والسياسية للنظام الإيراني، لاسيما تنوع المكونات العرقية والدينية داخل جغرافية إيران السياسية، فإن عمليات الاختراق الاستخباري جعلت هذه المنابر الإعلامية في أغلب الأحيان تقدم صورة غيرحقيقية أو على أقل تقدير محايدة لا تعكس أبداً طبيعة الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المعاش في إيران.

ويمكن ملاحظة تأثير اختراق اللوبي الإيراني لوسائل الإعلام، عبر تبني هذه المؤسسات نهجاً موحداً وثابتاً في مقاربتها للقضايا المحورية في الشأن الإيراني، ومن تلك القضايا على سبيل المثال لا الحصر:

§التأكيد على وحدة إيران بجغرافيتها الحالية ودعم اللغة الفارسية والهوية الإيرانية.

§تغييب شبه كامل لقضايا الشعوب غير الفارسية، وممارسة التعتيم الممنهج على ما يجرى من أحداث سياسية في الأقاليم التي تقطنها هذه الشعوب. كذلك اعتبار أي عمل مقاوم أو مناهض لسياسات المركز الفارسي من قبل القوى والمنظمات السياسية والحقوقية التابعة لتلك لشعوب عملاً إرهابياً يستهدف أمن ووحدة إيران.

§إظهار المعارضة الإيرانية على أنها مجموعة من أفراد غير المنظمين والمتشرذمين وليس لديهم أي مشروع سياسي يحمل في طياته حلاً لمشاكل إيران في حال إسقاط النظام.

§تضليل المشاهد فيما يتعلق بالتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، من حيث حصر هذا التدخل بالحرس الثوري وأجهزته الاستخباراتية، ولكن دون تسليط أي ضوء على الأهداف والغايات الحقيقية وراء المشاريع الإيرانية، والآثار السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الناجمة عنها.

§التركيز على مواضيع ثانوية لا تصب في صلب اهتمام المواطن الإيراني، وتبتعد كل البعد عن المس بالقضايا التي تتعلق بالنظام، كقضايا المثليين والحجاب وغير ذلك.

§إيهام المشاهد بأن الفساد والخراب في البلد ناتج عن سياسات الحرس الثوري ومكتب خامنئي المعروف بـ ” بيت رهبري ” وليس النظام برمته.

§الاعتماد على وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني كمصدر رئيس للأخبار والمعلومات، دون بذل أي جهد في التحليل.

ثالثاً: أهم وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية

بي بي سي فارسي :

أُنشِئت القناة بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني 2009، ويقدر تمويلها السنوي بحوالي 23.4 مليون دولار، مقرها الرئيس في العاصمة البريطانية لندن. تشير بعض التقارير إلى أن وزارة الخارجية البريطانية هي التي تمول القناة، إلا أن بعضها الآخر يفيد بأن القناة تحصل على تمويلها منذ عام 2014 عن طريق الأموال التي تحصل عليها بي بي سي من رسوم الاشتراك التلفزيوني في بريطانيا.

يعد “بهروز آفاق” مدير قسم أسيا وأقيانوسيا -بما فيها القسم العربي- في شبكة بي بي سي العالمية، المسؤول الأول والمشرف على تأسيس بي بي سي الفارسية. وقد أغلقت مكاتبها في إيران عقب تغطيتها للاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، حيث اتهمها النظام الإيراني بتقديم الدعم الإعلامي للمحتجين ومرشحي الحركة الخضراء الإصلاحيين.

يترأس القناة حالياً “زريتا لطفي”، خلفاً لـ “صادق صبا”، منذ 25 يناير 2016. وتُعدّ لطفي من الشخصيات الرئيسة التي ساهمت في تأسيس القسم الفارسي لقناة بي بي سي. وتشير بعض المعلومات غير المؤكدة أنها زوجة مقدم برنامج “پرگار” في القناة ذاتها داريوش كريمي. وهي خريجة اللغة الإنجليزية من جامعة طهران إضافة إلى معهد دراسات الشرق وأفريقيا بجامعة لندن.

ويعمل الصحفي الإصلاحي حسين باستاني ورئيس نقابة الصحفيين الإيرانيين السابق، كمحلل للشؤون السياسية في المحطة، وهو من الشخصيات الرئيسة والمؤثرة فيها. إلى جانب الصحفيّة المحسوبة على التيار الإصلاحي وهي “نفيسه كوهنورد”. تستضيف القناة العديد من الشخصيات الإصلاحية التي غادرت إيران بعد عام 2009 ومن ضمنهم: “عطاء الله مهاجراني” وزير الثقافة الإيراني الأسبق في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي.

تقول القناة إن عدد مشاهديها في العالم فاق 12 مليون بحلول عام 2015. وفي عام 2017 قال المحلل والصحفي الإيراني “ما شاء الله شمس الواعظين”، خلال ندوة لمجلة “روبرو” إن 14 مليون إيراني يشاهدون قناة بي بي سي الفارسية. (3) فيما حازت القناة جائزة الاتحاد العالمي للإذاعة والقنوات التلفزيونية (AIB) لأفضل تغطية إخبارية اثناء الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2009. (4)

يعتقد الإيرانيون في المنفى أن تغطية قناة بي بي سي الفارسية للشأن الداخلي الإيراني ذات توجه إصلاحي بحت. ويمكن لمس ذلك، عبر الاستضافة المستمرة لعدد من الشخصيات الإصلاحية التي غادرت إيران بعد أحداث عام 2009. وقام عدد من النشطاء السياسيين والإعلاميين الإيرانيين في العاصمة البريطانية/لندن، بوقفة احتجاجية أمام مقر القناة في 3 يناير 2018 احتجاجاً على ما وصفوه بالتغطية غير المهنية والمنحازة للنظام، خاصة فيما يخص أحداث 27 ديسمبر 2017 –أي ما أُطلق عليه انتفاضة الجياع في إيران-، وقد أطلق بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تسمية “آية الله بي بي سي” على القناة، تعبيراً عن رفضهم لسياسات القناة، متهمين إياها أنها ذراع إعلامي للنظام والإصلاحيين.

يُصنِّف الأصوليون الإيرانيون قناة بي بي سي فارسي، على أنها أحد الأذرع الإعلامية للتيار الإصلاحي، وبأن هناك تنسيقاً غير معلن ما بين الصحافة الإصلاحية داخل إيران والقناة. ويستند الأصوليون في اتهامهم هذا إلى اعتماد قناة بي بي سي على التحليلات والتقارير التي تنشرها الصحف الإصلاحية داخل إيران، كمصدر رئيس لمعلوماتها عن الشأن الإيراني.(5)

وفيما يخص تغطية الأحداث الخاصة بأقاليم الشعوب غير الفارسية، تحاول إدارة بي بي سي فارسي تجاهل هذه الأحداث قدر استطاعتها، وإذا ما اضطرت لتغطية حدث ما، حينها تتبنى وجهة النظر الرسمية الإيرانية، مبتعدةً تماماً عن آراء ممثلي الشعوب، سواء فيما يتعلق بمضمون ومحتوى تحليل الحدث، أو استضافة الخبراء والمحلليين.

أما فيما يخص الشأن الدولي، تتبنّى القناة خطاباً عدائيا ًواضحاً تجاه دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، كما هو الحال في القسم العربي الذي يشرف عليه أيضاً “بهروز آفاق”. ومن بين السقطات الإعلامية التي وقعت بها بي بي سي عربي، واعتُبِر آفاق المسؤول عنها، كانت تغريدة عبر حساب القناة في تويتر، أدعت إصابة مطار الملك خالد الدولي بصاروخ أطلقه الحوثيون بتاريخ 5 نوفمبر 2017 قبل أن تحذف التغريدة من حسابها. وقاد بهروز خطاب القناة (النسخة العربية)، بعيداً عن الخطاب العربي، تجاه ما يجري في سورية واليمن، إذ احتفظ بمسافة قريبة من الرواية الإيرانية، دون أن يتطرق إلى دور التدخل الإيراني وميليشياته بشكل سلبي، بل طالما غطى بعض الأخبار بطريقة تبرر هذا التدخل.

إيران اينترنشنال

تأسست القناة في 18 مايو/أيار 2017 من قبل شركة Global Media Circulating Limited، المملوكة للمستثمر السعودي “عادل عبد الكريم”، وذلك بحسب المعلومات المتوفرة على موقع Ofcom، لكن رئيس تحرير القناة “علي أصغر رمضانبور” ينفي صحة هذه المعلومات، ويقول إن شركة DMA Media، هي التي أشرفت على تأسيس القناة، ويرأسها في الوقت الحالي البريطاني “راب بينون”. يعد “نبيل الخطيب” رئيس التحرير السابق لقناة العربية، من بين الشخصيات التي أشرفت على عملية التأسيس هذه. عدا عن أن هناك معلومات تفيد بأن “عبد الرحمن الراشد”، المقيم حالياً في لندن، هو من يشرف على هذه القناة. وأما المقر الرئيس لها فيقع في العاصمة البريطانية/لندن، وتشير بعض المعلومات غير المؤكدة أن تمويلها يصل إلى 70 مليون دولار سنوياً.

أغلب كوادر القناة هم من الصحفيين الذين سبق وأن عملوا في قنوات: بي بي سي فارسي، وصوت أمريكا، وراديو فردا. ومنهم من كان يتلقى مساعدات أسبوعية من الحكومة البريطانية –أي عاطل عن العمل-، قبل العمل في القناة. أما عن الشخصيات التي تؤدي دوراً محورياً في القناة، فيمكن الإشارة إلى العنصري “علي رضا نوري زادة”، وهو صحفي إيراني معروف للرأي العام العربي، من خلال ظهوره على العديد من المحطات الفضائية العربية محللاً وخبيراً في العلاقات العربية-الإيرانية. حيث يعمل نوري زادة، مشرفاً ومستشاراً في القناة، وله الدور الأكبر في تعيين الصحفيين المحسوبين عليه ضمن القناة، وضمن النهج الذي يعمل على تحقيقه.

أما “علي أصغر رمضانبور”، نائب وزير الثقافة الإيراني السابق أحمد مسجد جامعي، في فترة رئاسة محمد خاتمي الثانية 2001-2005، ورئيس معرض الكتاب الدولي في طهران، وصحفي سابق في قناة بي بي سي فارسي. والذي ما زال يحمل نفساً إصلاحياً، ويظهر دوره من خلال مشاركاته الإعلامية أو كتاباته، بالإضافة إلى دوره في رسم سياسة القناة التي تدعم التيار الإصلاحي في إيران.

ويعمل في القناة الصحفي “محمد منظربور”، الذي كان يتولى منصب مدير القسم الاقتصادي في جريدة “طهران تايمز” الحكومية حتى 2002، العام الي خرج فيه إلى المنفى والتحق بقناة بي بي سي فارسي، حيث كان مراسلاً لها على مدار ثلاث سنوات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم تسلّم بعد ذلك إدارة النسخة الفارسية لقناة صوت أمريكا، قبل أن يلتحق أخيرا بقناة إيران انيترنشنال، حيث يشغل حالياً منصب مدير تحرير شؤون أمريكا.

ويعد “حسين رسام” أحد أعضاء هيئة تحرير القناة، وأحد الشخصيات المحورية فيها. عمل “رسام” كمحلل للسياسات في السفارة البريطانية في طهران حتى عام 2009، ثم اعتُقِل من قبل وزارة الأمن الإيرانية (اطلاعات) بتهمة التحريض على أعمال الشغب والعمالة لصالح بريطانيا. تمكّن من الفرار إلى خارج إيران بعد الإفراج المؤقت عنه، وقد أصدرت محكمة الثورة في طهران فيما بعد حكماً غيابياً عليه بالسجن لمدة أربع سنوات.

ويضمن الكادر أيضاً، الإعلامي “صادق صبا”، مدير قناة بي بي سي فارسي حتى 25 يناير 2016، والذي يدير حالياً برنامجاً تحت عنوان “آخر هفته” -أي نهاية الأسبوع-. ويحمل “صبا” خبرة صحفية تتجاوز 25 عاماً في قناة بي بي سي، وحاصل على بكالوريوس في القانون من جامعة طهران، وعلى الماجسيتر والدكتوراه من مدرسة الاقتصاد في لندن.

في عام 2008 سافر “صبا” إلى طهران، والتقى بعدد من رجال الدين -الإصلاحيين-، والذين يعدون من المعارضين لنهج خامنئي، وهم: حسين علي منتظري، وصادق روحاني، ويوسف صانعي. (6) وفي فبراير من عام 2009 أعدّ فيلماً وثائقياً تحت عنوان “طعم إيران” وتناول فيه التاريخ والفلكلور الإيراني ثم عاد وسافر في العام ذاته إلى إيران لإعداد فيلم وثائقي عن حياة الشاعر عمر الخيام.

تتبنى قناة إيران اينترنشنال خطاباً ملائماً في التعامل مع الشأن الإيراني الداخلي، ويمكن ملاحظة توجهاتها الإصلاحية عبر محاولاتها الحثيثة لدعم روحاني وحكومته، في مواجهة التيار الأصولي والمدعوم من مؤسسة بيت رهبري (المرشد) والحرس الثوري. أما فيما يخص التعاطي مع موضوع الشعوب غير الفارسية، فلا يختلف نهجها عن نهج نظيرتها بي بي سي الفارسية، حيث الأدبيات المستخدمة نفسها. أما فيما يخص الشأن الدولي، فنهجها يتطابق مع رؤية النظام الإيراني وهي لا تُعبِّر أبداً عن وجهة نظر العرب رغم تمويلها سعودياً. وللدلالة على هذا:

-التقرير المثير جداً، حول الإشكال (أو بالأحرى التدخل الكندي في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية) الذي حصل بين المملكة وكندا. حيث جاء التقرير تحت عنوان: «11 سبتمبر ثانٍ لتورنتو … توتر في العلاقات السعودية-الكندية». بقلم “فرهاد سلمانيان”، بتاريخ 7 أغسطس 2018. وتحدث التقرير عن قضايا حقوقية وعسكرية وأمنية واقتصادية. (7)

-وكذلك تقرير ثان حول “ملكية إيران للبحرين”، الذي نشر في 19 أغسطس 2018. وجاء التقرير تحت عنوان: «فصل البحرين عن إيران، خيانة أم خدمة؟» بقلم “اميد عطار زاده”، حيث استند الكاتب في تقريره على معلومات تاريخية وسياسية مصدرها الكتاب والمؤرخين الإيرانيين فقط.(8)

رادیو فردا

أَسَّسَت إذاعة أوروبا الحرة، أو راديو الحرية، في عام 2002 قسماً ناطقاً باللغة الفارسية سُمِّي بـ “راديو فردا”. يقع مقر الإذاعة في العاصمة التشيكية/براغ. وبناءً على تقارير صحفية، يبلغ تمويلها السنوي (حتى عام 2006) حوالي 7 ملايين دولار. (9) حيث يقوم الكونغرس الأمريكي حالياً وعبر مؤسسة BBG بتمويل الإذاعة. ورئيسها الحالي هو “مهدي بربنجي”، الذي اختير لهذا المنصب في مايو 2018، بعد إقالة رئيسها السابق “آرمان مستوفي”.

وتضم الإذاعة بين كادرها، الصحفي “مهدي بربنجي” الذي عمل سابقاً في قناة بي بي سي فارسي، ومقدم برنامج “صفحه دو”، وهو من الشخصيات المؤيدة للتيار الإصلاحي في إيران. وينحدر من أصول أذرية (أذربيجان إيران)، فيما يستضيف في معظم حلقات برامجه شخصيات مؤيدة للإصلاحيين، أو أولئك الذين يتقاطع خطابهم من خطاب التيار الإصلاحي. ويرى الكثيرون من المحللين والخبراء في مجال الإعلام، أن تعاطي إذاعة راديو فردا مع الشأن الإيراني، يستند إلى حد بعيد على الأدبيات ذاتها التي تستخدمها وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني.

ففي هذا الشأن، وجهت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في مقال لها للكاتب “سهراب احمري”، نقداً لاذعاً لمحطة راديو فردا، وقالت إن المحطة تردد بشكل ببغاوي ما يقوله النظام الإيراني في وسائل إعلامه. (10) ويعتقد الكثير من الخبراء والإعلاميين الإيرانيين في الخارج أن هذا المقال كان سبباً في إقالة “آرمان مستوفي” من قبل إدارة الرئيس ترامب.

وذكرت وول ستريت جورنال أن راديو فردا انحاز في تغطيته وتحليله، لموضوع الاتفاق النووي بين القوى الكبرى والنظام الإيراني، إلى الشخصيات المؤيدة للاتفاق -من الأمريكيين والفرس-، حيث وصفت الإذاعة معارضي الاتفاق النووي من الأمريكيين بـ “المتطرفين”، وأن تصريحاتهم “غير ناضجة”. (11)

وأشارت الصحيفة إلى عناوين بعض تقارير راديو فردا ومنها: “روحاني: لولا مساعدة إيران لانتصرت داعش على دمشق وبغداد”، و “زيارة نائب الرئيس الإيراني لمراسم الأربعين في العراق”، متسائلةً: لو كانت هذه العناوين منشورة في وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني لكان بالإمكان تفهمها، ولكن ما الجدوى من نشرها في راديو فردا؟. وفي السياق ذاته انتقد السناتور الجمهوري الراحل جون ماكين راديو فردا وطالب بإجراء تحقيق شامل في هذه المؤسسة.(12)

ويبين الكاتب الإيراني “مجيد محمدي”، الذي انتقد طريقة تغطية راديو فردا للشأن الإيراني، أن أغلب كتاب قسم الرأي في راديو فردا، هم من الإصلاحيين أو اليساريين، مضيفاً أن مقالات هؤلاء تنشر أيضاً في المواقع الإيرانية التابعة للنظام. وأوضح محمدي أن هؤلاء الكتاب يعارضون شخص خامنئي أو الدائرة الضيقة له، ولكنهم يتفقون مع جوهر النظام وأفكاره. ويتابع إذاعة راديو فردا على تطبيق تيلجرام -التطبيق الأكثر شيوعاً في إيران- نحو 130 ألف شخص، وهو رقم ضئيل مقارنة بمتابعي المواقع الموالية للنظام مثل “خبر أونلاين” -التابع لرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني-، حيث يتجاوز عدد متابعيه 205 ألف شخص.(13)

وكشف الصحفي السابق في راديو فردا “محمد رضا يزدان بناه”، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن إدارة راديو فردا طردته بعدما انتقد أسلوب تعاطيها مع الشأن الإيراني، مثل تشويهها لصورة معارضي النظام الإيراني، والاعتماد على الصحافة الإصلاحية في إيران كمصدر لأخبارها، حتى وصل بها الأمر إلى نشر أخبار مضللة عن الأوضاع في إيران والتي لا تخدم سوى النظام الإيراني.(14)

قناة VOA (صوت أمريكا):

بدأ القسم الفارسي في قناة VOA عمله عام 1979، عبر البث الإذاعي لمدة نصف ساعة يومياً. وكان أول ظهور للقناة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1996 من خلال بثها لمدة ساعة يومياً لتصبح مؤخراً 5 ساعات. وبناءً على مصادر صحفية فإن ميزانيتها السنوية حتى عام 2015 تقدر بـ 18 مليون دولار، وتتلقاها من الكونغرس الأمريكي عبر مؤسسة BBG، أما مقرها الرئيس فيقع في العاصمة الأمريكية/واشنطن، ويترأس القناة حالياً: “ستاره درخشش”.

“ستاره درخشش” هي ابنة “محمد درخشش”، وزير التعليم والتربية في عهد نظام الشاه، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوربون الفرنسية. وتجيد اللغات الفارسية والفرنسية والإنجليزية، وتعمل إلى جانب عملها الصحفي، مدّرسة ومحاضرة في جامعة جورج تاون الأمريكية.

ومن الشخصيات المحورية التي عملت في القناة مديرها السابق: “رامين عسكرد”، الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة تولن، والمستشار في وزارة الخارجية الأمريكية لسنوات عديدة.

وقد عمل “عسكرد” أيضاً في دبي مديراً للمكتب الإقليمي الخاص بالشأن الإيراني، ومدير المكتب السياسي الاقتصادي في الإمارات العربية المتحدة، ونائب مستشار السفير الأمريكي في الرياض، ورئيس مكتب الشؤون الاقتصادية والتجارية في كابل، كما عمل برتبة قنصل في تركيا.

يُعد “عسكرد” أحد الشخصيات المؤيدة للوبي الإيراني في الولايات المتحدة -أي مؤسسة العلاقات الإيرانية–الأمريكية- “ناياك”، والذي كان يرأسها “تريتا بارسي”. حيث لعب الأخير دوراً محورياً في إبرام الاتفاق النووي بين الإدارة الأمريكية في عهد أوباما والنظام الإيراني.

تواجه قناة صوت أمريكا أزمة حادة في الكوادر الصحفية بعد خروج العديد من كوادرها السابقين، وكذلك تعاني ضعفاً في أدائها الإعلامي وتغطيتها للشأن الإيراني، بعدما أصبحت أداة إعلامية للإصلاحيين، كما يراها معظم الإيرانيين في الخارج والداخل. ونتيجة هذه الأزمات وعدم انسجامها مع الخطاب السياسي الأمريكي في التعامل مع النظام الإيراني، اقترحت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أواخر عام 2017، إغلاق القناة كلياً. ويتابع نحو 150 ألف شخص فقط هذه القناة على موقع التواصل الاجتماعي “تيلجرام”، وهو رقم ضئيل أيضاً إذا ما قورن بمتابعي المواقع المؤيدة للنظام الإيراني.

وفي وقت سابق –فبرایر 2017- طلب “اسكات مودل” المدير التنفيذي لشركة رابيدان جلوبال المتخصصة في مجال الطاقة والمقرب من CIA،بضرورة إعادة هيكلة راديو فردا وقناة VOA الفارسية، باعتبار أن هذه المنابر المدعومة أمريكياً لم يعد لها أي تأثير في أوساط الشارع الإيراني. ولم يستبعد مودل أن تكون هذه المنابر الإعلامية –صوت أمريكا وراديو فردا- مخترقة من قبل المخابرات الإيرانية، مستنداً إلى غياب التدقيق الشامل في خلفيات الموظفين، الذين يتم جلبهم لهذه الوسائل الإعلامية. (15)

وفي السياق ذاته، كشف الصحفي “كامبيز محمودي” –موظف سابق في قناةVOA-، في مقال له في جريدة واشنطن تايمز، أن اللوبي المؤيد للنظام الإيراني، قد قام بإقناع إدارة أوباما بضرورة تخفيف حدة الخطاب الذي تتبناه القناة منذ عهد بوش الابن، وبالفعل نجح في ذلك. ويؤكد “محمودي” أن رئيس القناة قد دعاهم ذات يوم إلى اجتماع خاص، وطلب منهم عدم استضافة أيٍّ من المحللين والخبراء المعارضين للنظام الإيراني، كما طالب أيضاً بضرورة تغيير خطاب القناة كلياً، وعدم نشر أخبار أو تقارير تحريضية ضد النظام الإيراني.(16)

وقد بدأت القناة في الفترة الأخيرة استضافة بعض الشخصيات التي تطالب باسقاط النظام الإيراني، مثل محمد رضا بهلوي وأمير عباس فخر آور، الأمر الذي اعتبره الكثيرون محاولة للتقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة. بالرغم من ذلك، مازالت بعض الشخصيات الإصلاحية تظهر بشكل شبه مستمر على شاشة القناة، من مثيل: “أكبر كنجي”، أحد أهم منظري التيار الإصلاحي في إيران، و”مجتبى واحدي”، المدير الإعلامي لحملة الإصلاحي “مهدي كروبي” في الانتخابات الرئاسية لعام 2009، و”علي أصغر رمضاني” رئيس تحرير قناة إيران إنترنشنال، وغيرهم.

راديو فرنسا الدولي RFI

أنشأت إذاعة فرنسا الدولية عام 1991 قسماً ناطقاً باللغة الفارسية، بهدف تعزيز العلاقات مع إيران. الإذاعة التي تمولها وزارة الخارجية الفرنسية، ومقرها مدينة ليون، أطلقت موقعها الإلكتروني الناطق بالفارسية في ديسمبر/كانون الأول 2007، ويترأس “فرنگیس حبيبي” القسم الفارسي فيها.راديو RFI الفارسي ليس له متابعين كثر في الداخل الإيراني، لأنه ينقل وجهة نظر السياسة الخارجية الفرنسية تجاه إيران، ويركز في برامجه على القضايا الاجتماعية والثقافية والتاريخية. كما يتناول الشأن الإيراني بالاعتماد على ما تنشره وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني.

يورونيوز فارسي Euronews

تأسست القناة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010، إلا أن بثها التلفزيوني توقف في إبريل 2017. ويقتصر عملها في الوقت الحالي على الموقع الإلكتروني فقط. وترأس “ماريا سرسالاري” القسم الفارسي في القناة. فشلت القناة في كسب المشاهد الإيراني، لأن برامجها تركز على الشأن الدولي، وبالأخص سياسات دول الاتحاد الأوروبي، وحتى وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني أكدت مراراً أن القناة تتعامل بخطاب هادئ وغير معادي مع الملف الإيراني حسب تعبيرها. وبالتالي سمح النظام الإيراني للقناة بحرية التحرك نسبياً، وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة أجرت القناة مقابلة تلفزيونية مع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.

DW دويتشه فيله

أنشأت مؤسسة دويتشه فيله DW الألمانية قسماً خاصاً للبث الإذاعي باللغة الفارسية عام 1962 والذي استمر في العمل حتى عام 2011. ويقتصر عمل القسم حالياً على موقعه الإلكتروني فقط. يترأس القسم الفارسي الصحفي الإيراني وأحد كوادر قناة بي بي سي الفارسية سابقاً “جمشيد برزكر” الذي عين بداية عام 2018 في هذا المنصب. تعتمد دويتشه فيله في مقاربتها للشأن الإيراني خطاباً هادئاً، بالأخص في الجانب السياسي، ويتركز جل اهتمامها على نشر الثقافة الألمانية لدى الشعوب الإيرانية، وكذلك الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والثقافية هناك. حتى أنها قامت بطرد أحد صحفييها الذي يدعى “إحسان نوروزي” بعد ما قام بازدراء الحجاب في منشور له على حسابه الخاص في تويتر. وقد منحت القناة جائزتها السنوية لحرية التعبير في عام 2018 إلى “صادق زيبا كلام” أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، وأحد أبرز منظري النظام، ومن المؤيدين للرئيس الإيراني حسن روحاني، وكذلك للتيار الإصلاحي في إيران.

وكالة الأناضول

تأسس القسم الفارسي في وكالة الأناضول التركية في عام 2015، ويرأسه التركي “حكمت كوك”. وقد زار “كوك” برفقة عدد من مسؤولي الوكالة السفير الإيراني في أنقرة عام 2017، وكذلك القنصل الإيراني في إسطنبول. وصرح “كوك” بأن الهدف من وراء هذه الزيارات كان لتعزيز التعاون في المجال الإعلامي بين الوكالة والموسسات الإعلامية الإيرانية. وقد افتتحت الوكالة مكتباً لها في العاصمة الإيرانية طهران عام 2016، وحضر حفل الافتتاح السفير التركي في طهران، ورئيس وكالة إيرنا، ومسؤول قسم العلاقات الدولية في وزارة الثقافة الإيرانية، وعدد من رؤساء تحرير الصحف الإيرانية. تغطية الوكالة فيما يخص الشأن الإيراني لايختلف عن النسخة العربية إذ تعتمد الوكالة تجاه إيران خطاباً معتدلاً يتماشى مع سياسة تركيا في التعامل مع طهران.

العربية فارسي

القسم الفارسي في قناة العربية كان قد أُنشئ في مارس/آذار من عام 2013، ويشرف عليه مسعود الفك (سعود الزاهد). تعتمد القناة في تغطيتها للشأن الداخلي الإيراني على ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية لعدم وجود مراسل لها في إيران. وفيما يخص القضايا الداخلية في جغرافية إيران السياسية، لاسيما قضايا الشعوب غير الفارسية، تتبنى القناة موقفاً أكثر موضوعية مقارنة بالقنوات والصحف الأخرى الناطقة بالفارسية.

أما بالنسبة للسياسة التحريرية المتبعة في القناة، فيبدو أن هناك إشكالية في المفاهيم والمصطلحات. وقد يعود هذا الإشكال، إذا صح التعبير، إلى السياسة التحريرية المتبعة من قبل القائمين على القسم الفارسي أكانوا عرباً أم غير عرب (إيرانيين فرس). الإشكال بصيغة أخرى، يقوم على الوقوع في فخ البيانات والمعلومات التي يصدرها الحرس الثوري عبر وسائل الإعلام الإيرانية، أو عبر إعلاميين إيرانيين في وسائل الإعلام الأجنبية، تعتمد لاحقاً على أنها معلومات موثقة.

الخاتمة

نجح النظام الإيراني تقريباً في اختراق أهم وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية حتى الآن وتضليل متابعيها بما يتماشى مع سياساته وأهدافه الاستراتيجية. المرجح أن هذا الوضع-الاختراق- سيستمر رغم أن العديد من الخبراء والمختصين في الشأن الإيراني قد وجهوا تحذيرات في هذا الشأن للقائمين على هذه المؤسسات.

إن سبب غياب التصدي للاختراق الإيراني، يرجع إلى فقدان المؤسسات الإعلامية الأجنبية والعربية المستهدفة، لعاملي الرصد والمراقبة لما ينشر في أقسامها الفارسية وكذلك غياب عنصر التدقيق في خلفيات الكوادر العاملة في هذه الأقسام واعتمادها على الصحفيين من العرق الفارسي في معظم الأحيان دون سواهم.

محمد حطاب

كاتب وباحث أحوازي

المصادر

1 -تاريخ أونلاين- خشت خام – نوبت بیست و ششم – گفتگوی حسین دهباشی با علی فلاحیان

https://www.youtube.com/watch?v=3uZiRsq6GA0

2- مصاحبه جنجالی با فرداد فرحزاد خبرنگار سابق بی بی سی ، از علت استعفا او تا ایت الله بی بی سی.

https://www.youtube.com/watch?v=lnJ7nDeFDJ0&feature=youtu.be

3- شمس الواعظین: بی بی سی در ایران ۱۴ میلیون بیننده دارد

http://www.ensafnews.com/VMuCb

4- تلویزیون بی‌بی‌سی فارسی جایزه AIB را برد

https://www.bbc.com/persian/tv/2009/11/091105_ba-bbc-award.shtml

5 – راز حمايت بي بي سي از اصلاح طلبان چيست؟

https://www.yjc.ir/00Hee2

6 – دیدار با سه مرجع منتقد در قم

https://www.bbc.com/persian/iran/story/2008/06/080617_me_saba_qom_memo.shtml

7- یازده سپتامبری برای تورنتو؛ تیره شدن روابط عربستان سعودی و کانادا

https://iranintl.com/جهان/یازده-سپتامبری-برای-تورنتو؛-تیره‌شدن-روابط-عربستان-سعودی-و-کانادا

8 – جداسازی بحرین از ایران، خیانت یا خدمت؟

https://iranintl.com/دیدگاه/جداسازی-بحرین-از-ایران،-خیانت-یا-خدمت؟

9 – David Finkel, “U.S. Station Seeks Ear of Iran’s Youths“, The Washington Post, June 5, 2006.

10- In Iran, Radio Liberty Doesn’t Live Up to Its Name

https://www.wsj.com/articles/in-iran-radio-liberty-doesnt-live-up-to-its-name-1497213690

11-المصدر السابق

12-المصدر السابق

13- رادیو فردا به یک خانه‌تکانی جدی نیاز دارد، مجید محمدی

https://news.gooya.com/2018/04/post-13994.php

14- رادیو فردا و تخریب اپوزسیون ، محمدرضا يزدان پناه (در فيس بوک)

http://isdmovement.com/2017/0717/071417/071417.Mohammadreza-Yazdanpanah-Radio-Farda-and-Opposition.htm

15- “Iran on Notice: The Future of U.S. Policy Toward Iran”

https://docs.house.gov/meetings/FA/FA00/20170216/105594/HHRG-115-FA00-Wstate-ModellS-20170216.pdf

16- A possible ‘Plan B’ for Iran

https://www.washingtontimes.com/news/2018/aug/15/a-possible-plan-b-for-iran/

Exit mobile version