الاستخبارت السورية.. الاستخبارات التركية.. التوأمة

مرصد مينا

بسياسة القضم تشتغل إدارة الرئيس التركي اردوغان، فالزوابع الصغيرة إن تواترت قد تفعل فعل الأعاصير.. في حملته الرئاسية بدا كما لو أنه “أمّ للاجئين السوريين”، وهذا وزير داخليتة “علي يرلي كايا”، يعلن بالكثير من الصلافة بأن تركيا تكافح المهاجرين الأجانب غير النظاميين، ويضيف أنه “أصدر تعليماتٍ لملاحقة المهاجرين غير النظاميين في عموم تركيا، وأن أعدادهم ستنخفض بشكل ملحوظ خلال 4 أو 5 أشهر”.
واقع الحال يقول أن كلمة “لاجئ” أو “نازح” او “مهاجر” وبغض النظر عن البعد القانوني للمصطلح فهو يعني “السوريين في تركيا” فهم الكتلة الأكبر من غير الاتراك الذين يعيشون في تركيا، وهذه الإحصائيات تقول بأن ثلاثة ملايين وأكثر من 395 ألف سوري يعيشون في تركيا وهؤلاء فقط ممن يخضعون لنظام “الحماية المؤقتة”.

المعلومات الوافدة من تركيا تقول بأن السلطات التركية ترحّل ما بين خمسين إلى مئة لاجئ يومياً، وهؤلاء يرحّلون إلى مناطق المعارضة التي باتت تعني “جبهة النصرة”، وهذا يعني “الجحيم” وبكل متاهات وصيغ الجحيم، فـ “النصرة” وقد ورثت استبداد النظام، زادت عليه باستبداد “الشريعة الانتقائية” التي تسمح لـ “شيخ الطريقة” برسم مصير أطفال وفتيان ورجال لابد وتُنتهك إراداتهم لحساب الإذعان لسلطة “الميليشيا”، وتحت وطاة الجلد والتكفير والسلاح.

المعارضات التركية كانت قد مارست أعتى أشكال العنصرية بمواجهة السوريين، فيما لعب الرئيس التركي على شعارات الأخوّة حتى حصد الانتخابات ولابد كان للسوريين دوراً حاسماً في فوزه، وحين جاء حساب البيدر اختلف عن حسابات الحقل في وضع دولي منشغل باللاجئ الاوكراني، وفي حال كانت فيه أوروبا قد أغلقت بواباتها كلياً او جزئياً، ما جعل الأراضي التركية آخر خيمة للاجئ السوري، وما جعل مغادرتها يعني “البديل الجحيم”.

ـ ما هو الثقل الذي يشكله اللاجئ السوري على الأمّة التركية؟

في واقع الحال النسبة الأعظم من السوريين حرفيين مهرة، وإن لم يكونوا حرفيين كانوا من أصحاب رؤوس الأموال التي هاجرت واستوطنت في تركيا، ما جعل السوري قيمة مضافة للحياة التركية لاقيمة فائضة، فما الذي يدفع أردوغان وحكومته لهذا التحوّل بمواجهة اللاجئ السوري؟
ثمة “قطبة مخفية”، والقطبة في هكذا حال لابد من نسيج العقل الاستخباري الفظيع وقد تحوّل إلى الدبلوملسية ونعني السيد هاكان فيدان وقد بات حقيبة الخارجية بيده، ويده سبق وكانت ممدودة للاستخبارات السورية، ما يسمح له بوضع اللاجئ السوري أمام واحد من خيارين:
ـ النصرة أو النظام.
خياران اقلّهما مرارة بالغ المرارة، بما يرغم السوري اللاجئ على قبول “كل مالا يقبل”، ومما “لا يُقبل” أن يعود السوري إلى حضن النظام مبدداً أي حلم بإصلاح أو تغيير.

وزير الداخلية التركي يُطلِق التصريحات، فيما هاكان فيدان سيكون صاحب رقعة الشطرنج في اللعبة التركية، أما استكمالها ففي واحد من فروع الاستخبارات السورية، هناك حيث يلتقي التوأم السيامي:

ـ الاستخبارات التركية مع استخبارات النظام.
سيكون زواجاً على حساب اللاجئين، وإذا لم تصل علاقات الأجهزة إلى الزواج فقد تكتفي بالمساكنة، وكل الطرق عندها ستقود إلى:
ـ جحيم اللجوء والترحيل.

Exit mobile version