مرصد مينا
يتوجه اليوم الأحد 48,7 مليون ناخب فرنسي إلى صناديق الاقتراع اعتبارا من الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش لاختيار مرشحَين رئاسيين نهائيَين من بين الـ 12، سيتواجهان في الدورة الثانية في24 أبريل. في انتخابات يصفها المراقبون بأنها الأخطر منذ عقود، إذ من شأن وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في فرنسا أن يغير وجه أوروبا الحالي على اعتبار أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين من دعاة الانسحاب من الاتحاد الاوروبي.
استطلاعات الرأي أشارت إلى أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون والمرشحة المنتمية لليمين المتطرف، مارين لوبن، اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017، هما الأوفر حظا للتأهل مجددا.
الجولة الأولى من الانتخابات قد تحمل مفاجآت، خصوصا بسبب العدد الكبير جدا من الناخبين الذين ما زالوا مترددين وعامل الامتناع الهائل عن التصويت.
وفي هذا السياق، يقول الخبير السياسي باسكال بيرينو بحسب “فرانس برس” إن “هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين بالمئة تقريبا”.
مارين لوبن التي هزمت أمام ماكرون في العام 2017، استعادت بريقها إلى حد أنها قدمت نفسها خلال آخر تجمع نظمته يوم الجمعة بأنها تمثل “فرنسا الهادئة” في مواجهة إيمانويل ماكرون “العدواني” و”المضطرب”، كما ظهرت ابنة اليميني المتطرف جان ماري لوبن، ووريثته السياسية، على أنها “معتدلة” بفضل خطاب زمور المتشدد ضد الإسلام والهجرة، فيما ركزت حملتها على القوة الشرائية، الشاغل الرئيسي للشعب الفرنسي القلق بشأن التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، وبهذا دغدغت مشاعر آلاف الفرنسيين، على الرغم من ميل المجتمع الفرنسي بشكل عام إلى الخطاب المعتدل عادة.
بالمقابل، وبمواجهة احتمال فوز اليمين المتطرف بالرئاسة، كشف بعض المرشحين أنهم سيعلنون عن مواقف معينة مساء اليوم. فقد أكد فابيان روسيل أنه سيدعو للتصويت ضد لوبن، فيما رفضت فاليري بيكريس التصريح لمن ستصوت في الدورة الثانية.
في حين أمل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي تضعه استطلاعات الرأي في المركز الثالث خلف لوبن، في إحداث مفاجأة بالتأهل إلى الدورة الثانية.، بعد أن دعا منذ عدة أسابيع ناخبي اليسار المنقسم والممثل بعدة مرشحين، للتصويت لصالحه، لاسيما أن جزءا من ناخبي المرشحين الآخرين من اليسار، وهم المدافع عن البيئة يانيك جادو والاشتراكية آن هيدالغو والشيوعي فابيان روسيل، قد تغريهم فكرة “التصويت المفيد” لصالح ميلانشون.
أما خلف ميلانشون، فتأتي مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس ومرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور، بحسب استطلاعات الرأي، لكن الكلمة الفصل تبقى للناخب الفرنسي، لاسيما أؤلئك المترددون!