
مرصد مينا
هدّد رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على استمرار العمليات العسكرية ضد قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مؤكداً أن المعركة لن تتوقف إلا بعد القضاء الكامل على من وصفهم بـ”المتمردين” أو في حال تخليهم عن السلاح وانسحابهم من المناطق التي يسيطرون عليها.
وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم الأربعاء بمقر وزارة الداخلية في العاصمة الخرطوم، قال البرهان إن “القتال متواصل يومياً في مدن الفاشر والجنينة وكادوقلي”، مضيفاً: “لن نتراجع حتى يتم تحرير كل شبر من أرض السودان”.
وأوضح أن حجم الدمار الذي لحق بالخرطوم يُظهر مدى ضراوة المعارك التي خاضها الجيش ضد قوات الدعم السريع، قائلاً: “لم يخرجوا من الخرطوم بسهولة، وكل حي وكل شارع شهد معركة، وقدم فيه الناس أرواحهم وشهداءهم”.
وأضاف البرهان: “كنت شاهداً وفاعلاً في كل موقع تم تحريره في العاصمة”، مؤكداً أن الجيش طوّر من قدراته الميدانية مما مكّنه من خوض الحرب بالشكل الذي سمح له بـ”طرد القتلة” رغم الخسائر والدمار.
وفي ما يخص الوضع الأمني في الخرطوم، تعهد البرهان ببذل كل الجهود لإعادة الأمل والحياة في المدينة، بما يضمن عودة المواطنين إلى منازلهم بشكل آمن.
وأكد أن “تحقيق الأمن يتقدم على أي خدمات أخرى”، مشيراً إلى صدور قرارات تقضي بإخلاء الخرطوم من كل القوات العسكرية، إضافة إلى تشكيل لجان لضبط التحركات العسكرية، ومنع مرور الدراجات النارية أو السيارات من دون لوحات.
وكشف عن تشكيل لجنة عليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى الخرطوم، برئاسة عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، موضحاً أن اللجنة ستنسّق بين الأجهزة النظامية المختلفة والجهات التنفيذية لتسهيل عودة الأهالي.
وأكد رئيس مجلس السيادة أن المؤسسة العسكرية لن تتدخل في أعمال الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء كامل إدريس، مشدداً على أن هذا هو التوجه الجديد في المرحلة الراهنة، وأن المجلس يدعم أي جهد يسهم في إعادة إعمار البلاد واستقرارها.
من جهته، صرّح وزير الداخلية الفريق شرطة بابكر سمرة، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، أن “الخرطوم آمنة”، مؤكداً انتشار قوات الشرطة في جميع محليات ومدن العاصمة.
وقال إن الحالة الجنائية مستقرة بشكل ملحوظ، محذراً الأجانب المقيمين في البلاد من عدم الالتزام بقوانين الإقامة، ومؤكداً أن السلطات ستتخذ إجراءات صارمة بحق المخالفين تشمل الترحيل.
ويعاني السودان من حرب أهلية طاحنة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، والتي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف ونزوح حوالي 15 مليون شخص بين نازح ولاجئ، بحسب تقارير الأمم المتحدة.