البيت العربي بلا أبواب.. الغول الإيراني على الباب

الاخبار القادمة من فيينا تقول بأن العالق من المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية قد بات شحيحً وما تبقى “استوى”، ومما استوى هو “رفع العقوبات عن إيران” وحين نقول العقوبات فهي عقوبات تشمل ما يزيد عن “700” عقوبة على مؤسسات مالية واقتصادية مختلفة هذا عداك عن العقوبات التي تشمل أفرادًا.

المفاوضات حسب محمد مرندي قد باتت “شبه محسومة” المستشار والعالق منها في مراحلها النهائية.

يبقى السؤال:

ـ ما االقضايا العالقة؟

إحدى القضايا العالقة الأخرى هي كيفية تطبيق الاتفاق المرتقب، حيث كشف أصلاني رئيس الوفد المفاوض عن رفض الوفد الإيراني المقترح الغربي بعودة واشنطن وطهران بشكل متزامن للاتفاق النووي، مؤكدا أن طهران ترى أن من الضروري أن تعود واشنطن أولا باعتبارها البادئة في انتهاك الاتفاق.

أصلاني يقول بأن بلاده تعرضت لخداع في ما يخص رفع العقوبات في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، موضحا أن مطالبة طهران الطرف الغربي بتقديم ضمانات لتنفيذ الجانب الأميركي تعهداته ترمي إلى رفع عملي للعقوبات وليس على الورق فحسب.

كما رأى أن عقد فرق العمل اجتماعا خلال الجولة الثامنة يدل على إحراز تقدم وتقارب لوجهات النظر، موضحا أن مهمة فرق العمل على مستوى الخبراء هي بحث التفاصيل عقب التوصل إلى حلول بالخطوط العريضة حول النقاط الخلافية.

ورغم تأكيد الباحث المتابع لمفاوضات فيينا إحراز تقدم كبير، فإنه لا يخفي خشيته من احتمال بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا في ضوء القضايا الخلافية الأخرى التي لا تزال عالقة، وذلك عند عدم إبداء مرونة من قبل كلا الطرفين.

وفي السياق، نقلت صحيفة آرمان ملي عن الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الملف النووي الإيراني محسن جليلوند قوله إن الاتفاق النووي أصبح في متناول اليد عقب الضوء الأخضر الإيراني والأميركي، موضحا أن إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت كبيرة جدا مقارنة مع احتمالات الاتفاق على وثيقة طويلة المدى.

والاتفاق الجديد بحاجة إلى اتخاذ قرارات إستراتيجية من قبل السلطات السياسية في الولايات المتحدة وإيران وفق جليلوند، الذي يرى أن السبب الرئيس في إطالة مفاوضات فيينا هو التفاوض غير المباشر بين الوفدين الإيراني والأميركي.

وأضاف جليلوند أن واشنطن تغض البصر عن بيع النفط الإيراني للصين من جهة، وتمهد لتحرير الأصول الإيرانية المحتجزة لدى كوريا الجنوبية من جهة أخرى. وفي المقابل، ترسل طهران إشارات إيجابية بشأن استعدادها لتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أو إرسال جزء من مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا للاحتفاظ به هناك.

وأوضح جليلوند أن الاتفاق الجديد سيكون مختلفا عن خطة العمل المشتركة الموقعة عام 2015 لأن ظروف كلا الطرفين الإيراني والأميركي تختلف تماما عما كانت عليه آنذاك، موضحا أن إيران سجلت تطورا لافتا في تخصيت اليورانيوم بنسب عالية، في حين تراجعت مكانة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

الكلام السابق يعني أن القبضة الإيرانية عادت إلى ماقبل العقوبات، وكأن شيئًا لم يكن، ولابد أنن هذا قد جاء بدعم صيني ـ روسي، فيما يعني بالنسبة للعرب، فتح الطريق أمام الإيراني لتصدير “ثورته” و “احتلاله” و “توسعه”، ويعني بالتالي بيع المنقطة لإيران وحلمها التوسعي.

يعني أيضًا نهاية للعصر الامريكي، فالأوربيون باتوا أكثر عجزًا من قارتهم العجوز، والأمريكان باتوا في طور الشيخوخة مع عجوزهم جو بايدن.

في هكذا حال ما المتوقع من العرب؟

هل سيقلعون أشواكهم بأيديهم، والأشواك الإيرانية تنتقل من البحر الى الصحراء؟

سيكون عصرًا بالغ الشدّة على عرب “ليسوا أشداء”.

الغول على البوابة، والبيت العربي بلا حيطان.

Exit mobile version