مرصد مينا
تقبل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الثلاثاء، أوراق اعتماد سفير المملكة العربية السعودية، نايف بن بندر السديري خلال استقباله في مدينة رام الله.
وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، نقلت عن عباس قوله إن “هذه الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين” إياها بـ “المهمة”.
بدوره، قال السفير السديري إنه أكد على العلاقة الوثيقة التي تربط السعودية وفلسطين. وأضاف: “هذه الزيارة ستكون فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات”، ولفت إلى أن “مواقف السعودية ثابتة وداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وفي وقت سابق اليوم قال السديري إن بلاده تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في كلمة أمام الصحافيين بعد لقائه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله وسط الضفة الغربية، في زيارة رسمية تستمر يومين. وأضاف السديري أن “السعودية لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية”، مؤكدا أن “أي عملية سلام ستكون مبادرة السلام العربية ركنها الأساسي”.
وأشار السفير السعودي إلى أنه سيقدم خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية “أوراق اعتمادي الأصلية والبراءة القنصلية كقنصل عام في القدس إلى الرئيس عباس”.
وردا على أسئلة وسائل الإعلام عن إعادة افتتاح القنصلية السعودية في القدس، قال: “نأمل أن يكون ذلك”، مشيرا إلى أن المملكة كان لها سابقا قنصلية في الشيخ جراح بالقدس.
يشار أن هذه أول مرة تعين فيها السعودية سفيرا لها لدى فلسطين، علما أنه كان للمملكة قنصلية عامة في القدس، لكنها أغلقت مع احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، حيث كانت الضفة بما فيها القدس الشرقية، تخضع لإدارة أردنية آنذاك.
وفي 13 أغسطس/ آب الماضي، أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”، بأن المملكة عينت السديري سفيرا فوق العادة مفوضا غير مقيم لدى فلسطين وقنصلا عاما بمدينة القدس.
وذكرت الوكالة آنذاك أن السديري وهو أيضا سفير السعودية لدى الأردن، سلم نسخة من أوراق اعتماده إلى مجدي الخالدي مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، خلال مراسم أقيمت في مقر سفارة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمان.
تزامنا مع مساعي التطبيع ووصول سفير السعودية الجديد نايف السديري لرام الله اليوم الثلاثاء قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن توسيع دائرة السلام فرصة تاريخية مؤكدا التزامه بذلك وسط حفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل.
وخلال مشاركته في احتفالية خاصة لاستذكار ضحايا حرب 1973 قال نتنياهو أيضا إن السلام مع السعودية سيدفع دولا كثيرة للاقتداء بها وتابع “نعمل بمثابرة مع صديقتنا الولايات المتحدة على تحقيق السلام وتعزيز أمننا ونحن كشعب، من علمانيين ومتدينين يمين ويسار يهودا وغير يهود كافتهم، أثبتوا أن المشترك أكبر مما يفرّق بينهم وبحال فرضت علينا معركة سينتصر المشترك بيننا وفي لحظة الامتحان نعرف كيف نقف شعبا موحدا والكل يعلم أن ماض واحد لنا ولا شك لدي أن مستقبلا مشتركا أيضا لنا”.
كما اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين زيارة السديري لرام الله اليوم مؤشّرا على جدية المساعي السعودية نحو التطبيع مع إسرائيل مذكّرا بتصريحات ولي عهدها محمد بن سلمان في مقابلته مع شبكة “فوكس نيوز” بأننا نقترب يوميا من التطبيع مع إسرائيل وبأن إيران تهديد إقليمي.
واعتبر كوهين التطبيع مع السعودية حدثا تاريخيا لأنه “سيفتح الباب أمام سلام بين إسرائيل وبين العالم الإسلامي”. وهل هذا السلام أهم من السلام مع مصر والأردن؟ على هذا السؤال أجاب كوهن: “مصر مهمة والأردن جيراننا لكن السلام مع السعودية سيضع حدا للصراع العربي – الإسرائيلي”.
كما قال كوهين إن التاريخ المتوقع لتوقيع اتفاق تطبيع مع السعودية سيكون قبيل نهاية الربيع القادم لافتا لوجود تفاصيل ينبغي التوافق عليها. وردا على سؤال حول إمكانيات التعايش مع نووي سعودي قال كوهن “هدفنا الأهم حفظ أمن إسرائيل وتعزيزه وربما نجد حلولا لذلك من خلال ضمانات أمريكية ورقابة مشددة على المشروع النووي في السعودية وهذا كله الآن قيد البحث”.
وبشأن القضية الفلسطينية أوضح كوهن أن الفلسطينيين “لا يشكلّون عائقا أمام اتفاق التطبيع والسلام مع السعودية وأن إسرائيل معنية بتحسين شروط رفاهيتهم”.