أشار المسؤولون، وفقاً لما نقله موقع سكاي نيوز، إلى أن الخطوة الأمريكية الجديدة تمثلت بوقف برنامجٍ سريٍ للتعاون في مجال المخابرات العسكرية مع تركيا، بعد أن ساعد أنقرة لسنوات في استهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
إلى جانب ذلك، أوضح المسؤولون أن تعليق البرنامج المذكور غير محدد الأجل، لافتين إلى أن هذه الخطوة من قبل الإدارة الأمريكية، تكشف إلى حد بعيد، التوتر الحاصل بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وخلال فترة الأشهر الماضية، تعرضت العلاقات التركية – الأمريكية لسلسلة هزات وتوترات غير مسبوقة، والتي وصلت إلى حد فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على أنقرة، وذلك على خلفية صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400، التي وقعتها حكومة العدالة والتنمية مع نظيرتها في موسكو، ما أثار حفيظة واشنطن ودفعها للتحذير من عواقب تلك الخطوة.
ومن بعدها بدأ تأثر العلاقات بين أنقرة وواشنطن يطفوا بشكل واضح جداً إلى السطح، بعد الميل التركي إلى التحالف مع روسيا، خاصة بعد عملية نبع السلام، التي شنها الجيش التركي ومجموعة من الفصائل السورية المعارضة، ضد الوحدات الكردية، شمال البلاد، الأمر الذي دفع دوائر اتخاذ القرار في الولايات المتحدة لإبداء انزعاجها من السياسة التركية عموماً في الشرق الأوسط، لا سيما مع بدأها بمغازلة النظام الإيراني، وتأييد الميليشيات اليمنية المدعومة من الحرس الثوري.
وفي تحليل سابق نشره موقع نيو إسترن أوتلوك يرى الباجث الألماني، جريتيه ماوتيناو، أن العلاقات التركية الأمريكية تشهد تحولا كبيرا على الساحة الجيوسياسية، حيث لم تعد أنقرة وواشنطن تتقاسمان التهديدات أو المصالح الشاملة التي تربطهما ببعضهما، مشيرا إلى أن النخبة السياسية الحالية في واشنطن ترى أن تركيا لما تعد صديقة للولايات المتحدة، لكنها ليست عدوا، ولذلك ستواصل التعاون معها عندما تستفيد من هذا التعاون.
وأضاف ماوتيناو أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة كانت متوترة على مر تاريخها، لكنها ظلت مستمرة بذريعة التهديد الذي تتعرض له البلدان من الاتحاد السوفيتي، ولذلك تم تجاهل النزاعات وغيرها من الخلافات.
وأوضح أن جميع الرؤساء الأمريكيين منذ خمسينيات القرن الماضي حرصوا على الاعتراف علانية بالدور المحوري الذي تضطلع به تركيا في المخططات الأمريكية. وفي عقد التسعينيات، كان المسؤولون والمحللون الأمريكيون يرون أن تركيا كانت مستعدة لقيادة التنمية الاقتصادية والديمقراطية في آسيا الوسطى، مع التأثير في روسيا لصالح الولايات المتحدة.