التعايش المستحيل والتقسيم الصعب.. سلام يا لبنان

مرصد مينا

له مصارفه وجيشه وولاءه وتقاليده وأسواره، فلا هو من الدولة، ولايتخلّى عن الدولة، أما الدولة ففي مكان آخر وناس آخرون، وثقافات أخرى، واولويات اخرى، وكل شواغله أن يزج الدولة في معاركه، حتى هجّر نصف سكانها وبات النصف الآخر بانتظار بحر يحملهم، واكثر من هذا وذاك حمل اسم:

ـ حزب الله.

حتى منح نفسه دور الإدارة التنفيذية لله في بلد عرف الطريق إلى الله قبله، أما إلهه فيختلف عن إله الناس، ذلك أنه إله متخصص بالقتل والموت وجلد النفس، وانتظار الإمام الغائب والتبعية لإمام طهران، وحين يحكي بتوسيع حدوده وحدود تحالفاته فمثاله من بعد طهران فنزويلا وكوريا الشمالية والحوثي وبشار الأسد، وكلهم أرهقوا شعوبهم وأفقروا شعوبهم وسلبوا شعوبهم نعمة الحياة، وبات حاله مع لبنان كما حال زوج مع زوجة معنّفة، فإن قالت له “طلّقني” يجيبها بالرفض لأنه “يحبها”.

اللبنانيون ومن كل مذاهبهم، دياناتهم وعقائدهم، من يساره إلى يمينه بات عاجزًا عن التعايش مع حزب الله وجمهور حزب الله، وليس مستبعدّا أنه بات بلدًا يهجس بالتقسيم إذا كانت الوحدة الوطنية تشمل التعايش معه، وهاهو اليوم يذهب أبعد في إعلاء سقف احتمالات الحرب، حتى باتت الحرب موشكة وتحت عنوان “الدفاع عن ثروات البلد” وهي حرب إن وقعت لن تطاله وجمهوره فحسب بقدر ماتطال اللبنانيين كل اللبنانيين الذين ذاقوا ويلات الحروب الممتدة من حرب 1958 إلى الحرب الأهلية امتدادًا لـ 1990 ومما بينهما حرب 1982 ومن بعدها حرب تموز، هذا عداك عن لغة الحرب وعسكرة المجتمع والدفع به إلى شقاق يتلوه شقاق يتلوه شقاق، ومع كل شقاق تضعف الدولة أو تغيب الدولة، وصولاً لأن تمتنع الدولة وتعجز عن محاسبة ناهبيها وفاسديها، بما يجعل الدولة مجرد هيكل فارغ يحتله “حزب الله” فلاهي دولة موحدة، ولا هي دولة مقسّمة، واللبنانيون اليوم وبغالبيتهم العظمى باتوا يتمنون التقسيم على التعايش مع هذا الحزب، وهانحن نسمع أصوات تصرخ:

ـ اذهب أنت ومهديك وقاتلا.

لبنان بات في الصيغة العصية على القبول أو التعايش او التفسير، فالطلاق صعب والتعايش مستحيل، والتعنيف لايتوقف من قبل حزب دموي قوّته في دمويته، وثروته من تبعيته، والامر قد ضاق حتى بجمهوره، فالشيعة اللبنانيين الذين يمثلون مانسبته 30 % من اللبنانيين منقسمين على أنفسهم، ومن اصطف مع حزب الله فإنما اصطف بدوافع الخوف واحد منها.

بلد مملوك لحزب، وحزب مملوك لولي فقيه، وولي فقيه يفتك بشعبه في طهران اولاّ ويتابع رسالته “الإلهية” في تصدير القتامة والموت إلى كل أرض وصلت اقدامه إليها، و:

ـ حلّها.

فكيف سيكون الحل؟

لعنة لبنان أنه بات عصي على القسمة ومستحيل على الوحدة.

والعالم كل العالم يتفرج على بلد ينهكه الجوع، وإذا ماجاءت الحرب فـ :

ـ ستقتله الحرب.

أليس هذا ماوعد به حسن نصر الله.

Exit mobile version