ضمن خطة 2030 التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” والمتضمنة الانفتاح على العالم، تم التنقيب عن أول مدينة أثرية في المملكة العربية السعودية.
يقوم فريق من علماء الآثار بالمسح في مساحة واسعة من أراضي المملكة تعادل مساحة بلجيكا، حيث تتمتع صحراء “العلا” غرب المملكة السعودية بليل حالك ما يجعلها قبلة لمن يود مراقبة النجوم والتبحر في الفضاء الخارجي، إلا أن الصحراء المظلمة ليلاً تحمل أسرار إمبراطورية عظيمة حكمت نفسها خارج الحكم الروماني الذي امتد على مساحات واسعة من أوربا وآسيا وإفريقيا قبل نحو قرن من الميلاد.
تعتبر “مدائن صالح” في صحراء العلا في المملكة السعودية عاصمة الأمبراطورية النبطية الثانية، بعد العاصمة الرئيسية البتراء “المدينة الورية” في المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى غرار البتراء فمدائن صالح مبنية في الحجر ما يعطي الأقوام الذين بنوها قوة وهيبة امتدت عبر الأزمان.
وبدأ الفريق الذي يضم أكثر من 60 خبيرا، مشروعا يتوقع أن يستغرق عامين لاستطلاع قلب المنطقة في مساحة تبلغ نحو 3300 كيلو متر مربع في شمال غرب السعودية، وهذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها مساحة بهذا الحجم لدراسة علمية أثرية في السعودية.
وتجري عمليات التنقيب في “مدائن صالح” ومواقع نبطية أخرى منذ بعض الوقت على يد مجموعة من الخبراء السعوديين، ومن بينهم عبد الرحمن السحيباني المحاضر بجامعة الملك سعود في الرياض.
وقال عالم الآثار السعودي “السحيباني” :” كنت أركز في وقت سابق على الحضارتين الدادانية واللحيانية، والآن فإن الهيئة الملكية للعلا تعمل بمنظور أوسع من أجل فهم أكبر لكيفية تطور المجتمعات المبكرة في المنطقة”.
وتعمل الهيئة على وضع أحدث التقنيات تحت تصرف خبراء الآثار في الموقع، فبينما يمكن أن تميز خاصية “غوغل إيرث” والعين المجردة المدربة الصخور الطبيعية عن تلك التي تدخل فيها البشر، فإن الطائرات الخفيفة المزودة بكاميرات متخصصة هي التي توفر أكبر تفاصيل ممكنة عن المنطقة التي تشمل وادي العلا والوديان المحيطة.
وبحسب عالمة الآثار الأمريكية المسؤولة عن التنقيب لحساب الهيئة الملكية للعلا “ربيكا فوت” فإن الجهود السابقة ركزت على الحفريات لأن التنقيب الشامل يتطلب يتطلب الكثير من الوقت والموارد المتاحين الآن، وتعتقد فوت أن هذه الدراسة ستضع السعودية على خريطة التاريخ القديم.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي