سيحدد التونسيون، انطلاقا من اليوم الأحد، وحتى الأحد القادم، الحاكم الجديد للبلاد، وسيختارون بين رجل الأعمال والإعلام نبيل القروي وأستاذ القانون الدستوري والأكاديمي قيس سعيّد، إثر حملة انتخابية اشتدت فيها المنافسة في اليومين الماضيين.
ودعي إلى مراكز الانتخاب أكثر من سبعة ملايين ناخب للعودة إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة على التوالي خلال أقل من شهر من أجل الإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ومن المفترض أن تفتح مراكز الاقتراع التونسية أبوابها اعتبارا من الساعة الثامنة (07,00 ت غ)، على أن تغلق في الساعة السادسة مساء (17,00 ت غ) باستثناء بعض المراكز في ولايات حدودية مع الجزائر.
وأفادت إذاعة “موزاييك” بأن الهئية الفرعية للانتخابات بالكاف، بدأت منذ صباح السبت، في توزيع صناديق الاقتراع والمواد المستعملة خلال العملية الانتخابية للدورة الرئاسية الثانية، على مراكز الاقتراع بولاية الكاف.
كما انطلقت عملية التوزيع في “تطاوين” وسط مراقبة أمنية مشدّدة ، حيث أكد المنسق الجهوي للادارة الفرعية للانتخابات بتطاوين “طاهر عويني” لمراسل في تصريح للإذاعة، أن عدد المسجلين في الجهة بلغ 88264 ناخب، موزعين على 120 مركز إقتراع و207 مكاتب إقتراع.
إلى ذلك، أعلنت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات “حسناء بن سليمان” في مؤتمر صحفي بالمركز الإعلامي للهيئة بالعاصمة تونس، أن نسبة إقبال التونسيين في الخارج للتصويت على الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، بلغت 9.3 بالمائة إلى حدود الساعة الرابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي أي ما يعادل 35.820 ألف ناخب .
وقال رئيس الهيئة “نبيل بفون”: “نسبة الاقبال المسجلة قريبة من نسبة المشاركة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية”، لافتاً إلى إمكانية الإعلان عن نتائج الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين على أقصى تقدير.
من جهة أخرى، أدانت حركة النهضة في بيان لها ما أسمته “سلوكاً متحاملاً” و”غير بريء”، من القائمين على إعداد المناظرة بين المرشحين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها “قيس سعيد” و”نبيل القروي”.
وذلك عقب إقحام الحركة والترويج لما أسمته بـ “الاتهامات الزائفة” محل نظر القضاء، معتبرة أن ذلك يخرق مبدأ الحياد والنزاهة والموضوعية.
في حين اتسمت الحملة الانتخابية في تونس بشيء من الغرابة والتشويق في الأيام الأخيرة الماضية، بحسب محللين سياسيين، وخاصة بعد صدور قرار قضائي يقضي بالإفراج عن “نبيل القروي” (56 عاما) الذي قضى 48 يوما في التوقيف، بسبب تهم تلاحقه بغسل أموال وتهرب ضريبي.
لكن القروي نفى كامل التهم الموجهة إليه، في حين قادت زوجته حملته الانتخابية طوال فترة سجنه، ليخرج قبل ثلاثة أيام فقط.
أما المرشح الثاني “قيس سعيد”،61 عاما، الذي لا يتبنى أي توجه سياسي، فكان خبر تصدره لنتائج انتخابات الجولة الأولى مفاجئا لعدد كبير من التونسيين، إلا أنه على – ما يبدو- قد تلقى دعما قويا من الشباب التونسي الذين فقدوا الأمل في غالبية الأحزاب السياسية على الساحة التونسية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي