التيار.. حزب الله.. زواج متعة لا متعة فيه

بعد خرابها، يعيد التيار الوطني الحر مراجعة علاقته مع حزب الله، وهي العلاقة التي أدت فيما أدت إلى:

ـ تحويل التيار إلى “عنزة” جرباء في الصف المسيحي الذي اشتغل حزب الله على شقه.

ـ تحويل التيار إلى ملحق من ملاحق الحزب، فبات تيار لايملك صوته، ولابد أن لاسلاح بين أيديه.

ـ انهيار “العهد القوي” مع انهيار البلد، وتحميل كل الانهيارات إلى الرئيس، وقد كان قويًا يوم كان “الجنرال” وبات كسيحًا يوم بات “صاحب الفخامة”.

والاكثر وضوحًا أن حزب الله مع حركة امل، لن يكونا سوى الظفر واللحم، ولن يخرج الظفر من اللحم إن شاءت الخلافات الحادة مابين نبيه بري وجبران باسيل قد وصلت الى مرحلة السجال والهجاء بل والسباب.

واليوم يتعطل كل شيء في لبنان، فلا معونات دولية بلا إصلاحات، ولا إصلاحات بلا مجلس وزراء، ولا مجلس وزراء يعطله وزراء حزب الله يشترطون عليه “قبع” المحقق طارق بيطار.

والانتخابات البرلمانية على الباب.

جمهور حزب الله سيبقى جمهور حزب الله، فيما جمهور التيار بات حائرًا أو يائسًا أو متشققًا، وكله اثر هذا التحالف غير المفهوم مابين تيار يقول بالاستقلال، وحزب مرهون لإيران.

فك التحالف مجازفة كبيرة للتيار، والبقاء عليه يعني المزيد من الغرق، وتلك كارثة التحالفات المبنية على اللحظة، فيما اللحظة خارج سياقها التاريخي، الثقافي، السياسي.

باع التيار تاريخه لحزب الله، واشترى حزب الله تاريخ التيار بـ “بلاش”، وحين يحين الدفع المعكوس، فمن اشترى ببلاش، سيبيع ببلاش، وهكذا لم يبق سوق للتيار، فلا سمير جعجع يقبل بـ “معراب” جديد، ولا سليمان فرنجية حريص على من يخرج عن طاعة حليفه حزب الله.

مشكلة التيار أنه لم يأت بأوانه، فقد جاء بعد أن بات جنراله كسيحًا بالفيزيزلزجيا وبالخيارات، غير أنه ذهب في أوانه، فالشجرة اللبنانية لم تعد تحتمل النصف:

ـ نصف الموقف، ونصف الحل.

ـ نصف المسيحي، ونصف المقاوم.

ـ نصف الدولة، ونصف الانهيار.

نصف الرئيس ونصف الجنرال.

نصف جبران باسيل ونصف صهر الرئيس.

لبنان تعب من النصف ولم يعد أمامه سوى الصيغة النهائية.. صيغة الكل، بما فيه شعار:

ـ كلن يعني كلن.

Exit mobile version