مرصد مينا – الجزائر
افاد موقع “سايت “الأمريكي المختص في متابعة نشاط الجماعات المتطرفة عبر العالم، أمس، أن فرع القاعدة في شمال أفريقيا والساحل، عيَّن أبو عبيدة العنابي زعيماً له خلفاً لـ”أبي مصعب عبد الودود”(اسمه الحقيقي عبد المالك دروكدال) الذي قتل على أيدي القوات الخاصة الفرنسية، في يونيو الماضي، بشمال مالي الحدودي مع الجزائر، تحديداً في بلدة تساليت الصحراوية التي تعتبر مركزاً لنشاط المتطرفين وشبكات تهريب البشر عبر الحدود، وهي منطقة تفلت من مراقبة الحكومة المالية. وحسب موقع سايت فان لديه فيديو يتناول خبر تعيين يزيد مبارك قائداً للتنظيم المتطرف، وهو جزائري ينحدر من عنابة، وهي كبرى مناطق الشرق الجزائري، وهو أيضاً أحد قدامى المقاتلين في حرب أفغانستان، ومن أوائل الملتحقين بـالجماعة الإسلامية المسلحة، التي تأسست عام 1993 كرد فعل على تدخل الجيش مطلع 1992 لإلغاء نتائج الانتخابات التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وإجبار الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة.
ويوجد اسم “العنابي” على اللائحة الأميركية السوداء للإرهابيّين الدوليّين منذ سبتمبر 2015. وخلال السنوات الأخيرة تولى مسؤولية فرع الإعلام في التنظيم، وأصبح يظهر بانتظام في المقاطع الدعائية التي ينشرها التنظيم، ويجري مقابلات مع الإعلام.
وتصف الخارجية الأميركية الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب بأنه إرهابي عالمي مصنف في شكل خاص، بينما قالت الأمم المتحدة إنه يشارك في تمويل أعمال وأنشطة التنظيم الإرهابي.
العنابي والمكنى أيضا بابي يوسف يبلغ من العمر 58 سنة، من مؤسسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال (عام 1998)، التي انشقت عن الجماعة المسلحة، كرد فعل من بعض قيادييها على استهداف المدنيين. وكان من المقربين من أول زعيم للسلفية عبد المجيد ديشو، ومن خليفته لاحقاً نبيل صحراوي. كما كان الذراع اليمنى لقائدها الأبرز حسان حطاب، الذي أكد أن خلافاً نشب بين يزيد وحطاب المدعو أبو حمزة، عام 2005، بسبب استعداد أبداه قائد الجماعة للتخلي عن السلاح في إطار مشروع المصالحة الوطنية الذي عرضه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على المسلحين. وهو ما تم فعلاً، بعد استقالة “أبو حمزة” من الجماعة، وقد استفاد من عفو وعاد إلى الحياة العادية.
وحسب مصدر أمني، فان “أبا عبيدة” كان من المتحمسين لـمشروع تحوَّل الجماعة السلفية للدعوة والقتال، إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، مطلع 2007. وقد أجرى بمعية قائد السلفية عبد المالك دروكدال، الاتصالات مع شبكة القاعدة الدولية، التي قادت إلى انصهار التنظيم الجزائري في القاعدة، لذلك كان من الطبيعي أن يقود التنظيم يوماً ما. وكان قد غادر الجزائر منذ عشر سنوات على الأقل، بعد أن نجا من محاولات عديدة للمخابرات للقبض عليه بشرق الجزائر، كما أفلت من محاولات قتل عديدة.
واستقر المتطرف الجزائري، الذي عرف بتحكمه في العلوم الشرعية، ببلدات طرقية بشمال مالي، وتزوج من قبائل الطوارق ليوفروا له الحماية عندما أقام بينهم، في حدود عام 2012، هارباً من ملاحقة الأمن الجزائري.