مرصد مينا – الجزائر
اتهمت وزارة الخارجية الجزائرية المغرب بقيادة أعمال حربية خارجة عن القانون تستهدف المدنيين في المناطق الواقعة إلى الشرق من الجدار الرملي باستعمال أسلحة متطورة. في إشارة إلى هجوم بطائرات مسيرة في الصحراء الغربية المتنازع عليها.
وقال المبعوث الخاص المكلف قضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي في وزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، إن السلطات المغربية “تقود أعمال حربية شرق الجدار الرملي وتقوم بعمليات قتل خارجة عن القانون تستهدف المدنيين باستعمال أسلحة متطورة خارج حدودها المعترف بها دوليا”، مستنكرا إلى ما أسماه استمرار المغرب في “الهروب نحو الأمام بشكل أعمى ومجازفته في تغذية تصعيد التوتر في المنطقة بطريقة خطيرة”، على حد تعبيره.
المسؤول الجزائري أضاف أن السلطات المغربية التي أعلنت “عن تمسكها المزعوم بالمسار السياسي وكذا دعمها المزعوم لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية تنتهك يوميا الاتفاقات العسكرية التي وقعها طرفا النزاع والتي يؤيدها مجلس الأمن”.
وكان موقع إخباري صحراوي قريب من جبهة “بوليساريو” (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) نشر قبل أسبوع خبر استهداف طائرة مسيرة عائلة صحراوية بينما كانت تتنقل في سيارة مدنية، ما تسبب في مقتل رجل وجرح طفل.
هذه المعلومة اكدها لوكالة فرنس برس الخبير الأمني أكرم خريف من موقع “ميناديفونس” المتخصص في أخبار الأمن والدفاع.
بلاني أتهم المغرب أيضا المملكة بممارسة “أقصى حدود سياستها القمعية التي خططت لها والخرق الممنهج لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة”.
والصحراء الغربية التي يدور حولها نزاع بين المغرب وجبهة “بوليساريو” المدعومة من الجزائر تصنفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
يشار أن الرباط التي تسيطر على ما يقارب من 80 في المئة من أراضي هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة، في السنوات الأخيرة مشاريع إنمائية كبرى فيها، وتقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.
أما جبهة “بوليساريو” فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة تقرر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة والجبهة في سبتمبر 1991.
وقام المبعوث الأممي الجديد للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا، منتصف الشهر، بأول زيارة للمنطقة بهدف “إعادة بعث المسار السياسي (لحل النزاع) الذي يواجه طريقا مسدودا” وفق تعبيره.
وبعد جولة دي ميستورا التي قادته إلى المغرب ومخيمات الصحراويين ثم موريتانيا وأخيرا الجزائر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المغرب و”بوليساريو” إلى إظهار “اهتمام أقوى لحل مشكلة” الصحراء الغربية و”ليس إلى الإبقاء فقط على عملية بلا نهاية ومن دون أمل في الحل”.
وسبق أن اتهمت الجزائر المغرب بقتل ثلاثة جزائريين” في قصف همجي لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط (موريتانيا) وورقلة” في الأول من نوفمبر الجاري، وهو ما رد عليه مصدر مغربي في حينها لوكالة “فرانس برس”، الأربعاء، بأن المملكة “لن تنجر إلى حرب” مع جارتها الجزائر، وأن : “المغرب تتمسك دائما بمبادئ حسن الجوار مع الجميع القائمة أساسا على الاحترام”.
وكانت الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، في أغسطس، واتهمته بارتكاب “أعمال عدائية”، وهو ما نفته الرباط