مرصد مينا
دعت الجزائر إلى فرض عقوبات دولية على الحكومة المالية عقب هجوم نفذه الجيش المالي على مواقع للطوارق المعارضين في بلدة حدودية مع الجزائر يوم الأحد الماضي، مما أسفر عن مقتل 21 مدنيًا، بينهم 11 طفلًا، وفقًا لتقارير من تنظيمات المعارضة المسلحة المتحصنة في شمال البلاد قرب الحدود الجزائرية.
وأمس الخميس نشرت الحكومة الجزائرية، مقطع فيديو لسفيرها لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، وهو يتحدث عن الهجوم خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي التي عقدت يوم الاثنين الماضي، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاتفاقيات جنيف المتعلقة بالنزاعات المسلحة.
في كلمته، أعرب بن جامع عن قلق الجزائر من استخدام “جيوش خاصة” من قبل بعض الدول دون رقابة، في إشارة ضمنية إلى قوات “فاغنر” الروسية التي تحالفت مع السلطة العسكرية في باماكو وشاركت في الهجوم على معاقل الطوارق “أزواد”.
كما أشار بن جامع إلى أن “من دعم أو نفذ هذا الهجوم لم يتعرض للمساءلة”، مؤكدًا أن الجزائر تطالب “بفرض عقوبات على مرتكبي هذه الانتهاكات”. وأضاف أن الجزائر ستواصل السعي في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لفرض عقوبات على مثل هذه الأعمال التي تنتهك القانون الإنساني.
وكانت تقارير صحفية جزائرية ذكرت أنه بناءً على “معطيات أمنية”، فإن الهجوم المالي تم باستخدام طائرات مسيّرة تركية، بدعم فني من قوات “فاغنر”.( فاغنر منظمة روسية شبه عسكرية، ويصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة).
وأصبحت هذه القوات مصدر قلق كبير للجزائر التي ترى أن انتشارها في المنطقة يشكل جزءًا من “مؤامرة” تقودها دول بعيدة عن المنطقة.
وتم التطرق إلى هذه “المؤامرة” بشكل مكثف في الحملة الانتخابية للرئاسة الجزائرية المقررة في 7 سبتمبر المقبل. حيث أشار المرشحون، بمن فيهم الرئيس عبد المجيد تبون والإسلامي عبد العالي حساني واليساري يوسف أوشيش، إلى هذه المسألة في خطاباتهم.
من جهته، اتهم “الإطار الاستراتيجي الدائم”، وهو تحالف من الحركات السياسية والعسكرية المعارضة في شمال مالي، “الجيش النظامي المالي ومرتزقة فاغنر” بشن هجمات بطائرات من دون طيار من بوركينا فاسو على منطقة تين زاواتين، القريبة من الحدود الجزائرية. وقد استقبل مستشفى البلدة الجزائرية العديد من الجرحى الذين أصيبوا في هجوم الأحد.
وكان الجيش المالي أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن تنفيذه طلعات جوية وقصفاً لمنطقة في أقصى شمال شرقي البلاد على الحدود مع الجزائر، مما أدى إلى مقتل نحو 20 ممن وصفهم بـ”المسلحين الإرهابيين”.
وأوضح أن”مهمة استطلاعية هجومية” حددت وجود شاحنات محملة بالعتاد الحربي في منطقة تين زاواتين، وتم تدمير الأهداف بعد مراقبة دقيقة.
ومنذ نوفمبر 2023 تدهورت العلاقات بين الجزائر والسلطات في باماكو، عندما شن العقيد عاصيمي غويتا، رئيس “السلطة الانتقالية” في مالي، هجوماً على مدينة كيدال، معقل المعارضة، بدعم من “فاغنر”.
وزاد التوتر مع إعلان غويتا مطلع العام الجاري إلغاء “اتفاق السلام” الموقع في الجزائر عام 2015 ودعوته الجزائر إلى “التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لمالي”.
لكن الجزائر ترى أن هذا التطور يعكس “محاولة لتحييد دورها كطرف فاعل في المنطقة”، كذلك” تغيراً في موازين القوى في جنوب الصحراء”.