الجزائر ترفض التدخل التركي في ليبيا وتدعو إلى حل سياسي

 مرصد مينا – الجزائر

وجه وزير الخارجية الجزائري، صبري بُوقادوم، رسائل مُباشرة لتُركيا، مؤكداً موقف بلاده ضد الحل العسكري، محذراً من خُطورة التواجد العسكري في هذا البلد الجار وتداعياته على دول الجوار.

وكانت الرسائل هي ذاتها، التي وجهها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال حوار له مع قناة «فرانس 24»، حيث أكد على أن «حكومة الوفاق، التي يرأسها فايز السراج وتدعمها تركيا لم تعد تُمثل الشعب الليبي»، مُشيرا إلى أن «الأحداث قد تجاوزتها».

ولمّح الرئيس «تبون» إلى إمكانية سحب بلاده الاعتراف الدولي بهذه الحكومة، محذراً من تحويل ليبيا إلى صومال جديدة أو سوريا، في إشارة إلى إغراق ليبيا بالمرتزقة ما يُوسعُ من رُقعة الانقسامات الداخلية.

وقال الرئيس الجزائري: إن «الأمور في ليبيا قد تنزلق إلى ما يتجاوز النموذج السوري، وتناقشت مع ماكرون في الأمر، وقلت في برلين، إن لم نعد إلى القاعدة الليبية لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية، وما نراه اليوم في ليبيا هو النموذج السوري».

ووصف وزير خارجية الجزائر، في كلمة له خلال اجتماع افتراضي لمجلس الأمن الدُولي، حول الأزمة الليبية، التدخلات الخارجية بـ«الإختناق في ليبيا»، مؤكداً أن «الحل الوحيد للأزمة الليبية هو السياسي بمعنى لا مكان للحل العسكري».

وانتقد وزير خارجية ليبيا بشدة استمرار أطراف إقليمية بقيت مصرّة على خيار الحرب، وانتهاك القرار الأممي الخاص بحظر الأسلحة إلى ليبيا، في تلميح منه إلى تركيا.

وقال صبري بوقادوم إنه «لا يُوجد حل سياسي إذا استمرت القوى الخارجية في الاختناق في ليبيا، من خلال عدم احترام الحظر الكامل للأسلحة».

وفي هذا الصدد، حذر «بوقادوم» من خُطورة التدخلات العسكرية الأجنبية في الأراضي الليبية على الوضع في جارتها الشرقية وتداعياتها السلبية على أمن المنطقة بكاملها.

ودعا الأطراف الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن الليبي لتكثيف جهودها بغية إيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة بما يضمن وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها.

وأكد على أن «الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد حل سياسي للأزمة وفقا للشرعية الدولية ومخرجات مؤتمر برلين، وذلك مع المراعاة التامة والاحترام الكامل للإرادة السيدة للشعب الليبي».

وكانت كل من تونس ومصر قد شككت في وقت سابق من شرعية حُكومة الوفاق الليبية، حيث وصفها الرئيس التونسي بـ«المُؤقتة»، ودعا لإجراء انتخابات تعيد الشرعية في البلاد، كما ذكر وزير خارجية مصر بانتهاء صلاحية حكومة الوفاق التي تواترت الأنباء بشأن عزم فرنسا تقديم مقترح قرار في مجلس الأمن لسحب الشرعية الدولية منها.

يجري ذلك؛ في وقت تمكّن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من جمع المواقف العربية والدولية لوضع حدٍ للتدخل التركي في الأراضي الليبية، ووصف التدخل بـ«السافر» الذي بات يُهدد الأمن القومي لكل من الجزائر ومصر وتونس.

Exit mobile version