مرصد مينا – الجزائر
حذرت الجزائر مُجددا من سيناريو “صومالي جديد” في ليبيا في حال استمرار التدخل العسكري والحشد الأمني في هذه المنطقة، وقالت إن التهديدات الجارية في ليبيا تعد مسالة أمن قومي للجزائر.
وفي ندوة نقاش نُظمت بمقر صحيفة “الشعب” اليومية الصادرة باللغة العربية في العاصمة الجزائرية، وجه وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم، أصابع الاتهام نحو تركيا وقطر، حيث اتهمهما ضمنيا بتعطيل الحل السياسي في ليبيا من خلال إغراقهما بالأسلحة والمرتزقة.
وقال قائد الدبلوماسية الجزائرية، إن ” ليبيا تعيش حرباً بالوكالة، وحذرنا من تحول ليبيا إلى صومال جديد”، مؤكدا موقف الجزائر الرافض لأي تدخل عسكري خارجي مهما كان مصدره، لأن أي تهديد خارجي لليبيا يستهدف بالأساس أمن الجزائر”.
وأضاف وزير الخارجية: “مصلحة الجزائر من مصلحة ليبيا وليس لدينا أي أطماع سياسية أو عسكرية أو اقتصادية في هذا البلد، نتمسك بوحدة ليبيا وليس لنا أطماع لا في الغاز ولا في النفط”.
وشدد الوزير الجزائري على موقف بلاده “الرافض لكل أشكال التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا”، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية في “صمت” لإيجاد حل سلمي للأزمة. وقال: “الدبلوماسية الجزائرية تواصل العمل في الكواليس وفي صمت من أجل الوصول إلى حل سياسي يجمع كل الفرقاء الليبيين في أقرب وقت”.
وفي سياق حديثه عن علاقة بلاده مع فرنسا، أكد بوقادوم توفر إرادة سياسية لدى الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسوية “ملفات الذاكرة” بين البلدين، وقال إنّ “ملف الذاكرة حاضر في العلاقات بين الجزائر وفرنسا”.
وبخصوص الملفات المعنية بالتفاوض، كشف الوزير عن ثلاثة ملفات تبقى محور التفاوض بين البلدين، وتتعلق باسترجاع كل جماجم المقاومين، والأرشيف والتفجيرات النووية في صحراء الجزائر.
وقال إن “العلاقات مع فرنسا ذات طابع خاص بحكم عامل التاريخ، ونتمنى أن تكون العلاقات مع باريس مبنية على الاحترام المتبادل”، مضيفاً أن ملف الذاكرة مع فرنسا “لا يتلخص في استرجاع الجماجم فقط بل تجب معالجة ملف الذاكرة بفرنسا بالكامل”، وأشار إلى أن الجزائر تلمس نية من فرنسا لمُعالجة ملف الذاكرة والوقت أحسن اختبار لذلك.