د.حذيفة المشهداني
حين كنت اكتب منذ سنين كان البعض يسارع لاتهامنا بالطائفية ونشر الفتنة والكراهية الى ان جاء اليوم الذي اصبح الطفل الشيعي نفسه يعيش حروفنا ويتحسس ماكنا نكتب بعدما عاشالتجربة وذاق مرارةالذل الذي اوصلته اليه المافيا الدينية الكهنوتية التي صادرت امواله باسم الخمس وصادرت حريته باسم التقليد وجعلته من غلمان الولي الفقيه تابعا ذليلا لايران باسم نصرة المذهب.
بل وتحول الكثير منهم الى مجرمين ارتكبوا افضع الجرائم التي يستحي منها التاريخ تحت شعار ثارات الحسين فتحول الى مجرم باع وطنه وارضه وقتل الابرياء باعتبارهم احفاد يزيد.
وكنت اتساءل دوما واوجه الاسئلة الصريحة والموجعة فأقول لبعض من اعرفهم كيف تكون عربيا وقوميا ثم تقلد مرجعا او تستمع لمعمم يتحدث عن علامات ظهور المهدي الذي سيبدأ بقتل تسع اعشار العرب..؟؟
وجاءت اللحظة فاكتشف الشيعي ان نائب المهدي سيقتله هو ويبدأ بقتله هو لانه عربي رغم كل ماقام به من جرائم لخدمة مشروع ايران وولاية الفقيه،ورغم كل الجرائم التي ارتكبتها نصرة للمذهب كما كنت تزعم لم تشفع لك يوم حانت لحظة الحقيقة فكنت انت اول من بدأوا بقتله.
فبعدما تطوعت في فيلق ابي الفضل العباس وتطوعت في الحشد الشيعي وبعدما تطوعت في لواء زينبيون وبعد كل الجرائم التي ارتكبتها جاءك الدور وهاهم يقتلونك في الشارع وبدم بارد ، وانت كنت تعرف اصلا ان جميع المعممين وآياتهم الصغرى والكبرى لايعترفون بك ولا ينظرون اليك سوى قطيع لجمع التبرعات والخمس والنذور التي تصب في جيب الخامنئي في النهاية لبني هلاله الشيعي الفارسي بدمك بعدما صادر رزقك وجعل من شرفك مشروع متعة ،وفي اول لحظة وجه رصاصه اليك ليقتلك ويعبث بدمك..؟؟
وكل تلك الجرائم التي ارتكبتها لنصرة ايران باسم المذهب لم تشفع لك عندما حانت لحظة الحقيقة فسبحوا بدمك.
اليوم وبعدما وصل الحال بهذا الجمهور الى حال من الفقر والجوع والذل فاراد ان يطالب من دولة العدل الالهي التي ارسى دعائمها المعممون والمراجع والتي كانوا يطالبون بها تحت شعارهم القديم الجديد( لا ولي الاّ علي ونريد حاكم جعفري) ،جاءهم الحاكم الجعفري الذي ارادوا ان يملأ لهم الارض عدلا بعدما امتلأت ظلما كما يزعمون واذا بهذا الحاكم يمارس معهم انواع صنوف السرقة والعهر والزنا والفاحشة والقتل والتزوير وبلا وازع من ضمير.
الان فقط ادرك الشيعي ان الخلل ليس في الطبقة السياسية ولكن المافيا الكهنوتية هي التي ترعى هؤلاء وان الامر لايرتبط بخطأ فني أو فساد مالي أو إداري وانما الموضوع اكبر مما كانوا يعتقدون ،فهي دائرة محكمة ومافيا منظمة تديرها عمائم تختفي في سراديب النجف تحت الارض كما كانت الهة الاغريق تمارس صلاحيات الموت والحياة وان هؤلاء الوزراء ماهم الا موظفين يقومون بدور الخادم في المعبد وان الكهنوت تحت الارض هم من يحمل مفاتيح الجنة والنار وبيدهم صكوك الغفران.
هنا بدأ الشيعي يسأل كيف لي ان اطالب بالحرية وانا اتبع معمما واستمع اليه وليس لي من خيار سوى السمع والطاعة فمنحته حريتي واصبحت عبدا له بمحض ارادتي ..؟؟
الانووفقا للكثير من الاحصاءات فقد ابتدأت موجة الحادية تحولت من حالات فردية الى ظاهرة عامة ،ومن لم تجرفه موجة الالحاد فقد يكتفي بان يكفر بالمراجع والمعممين .
المظاهرات وفي حسابات التوازنات الاقليمية والدولية وموازين القوى على الارض سوف لن تنجح في تحقيق اي هدف سوى الحصول على وعود شكلية وخطابات ولكن اهمية مايجري اليوم هو انه خلق تحولا في مشاعر الناس وسقوط هيبة المعممين في عيون الجمهور .
وان ردود الافعال ستتراوح بين الانحراف باتباع طريق الالحاد والكفر البواح واما الكفر بالمراجع والمعممين وصولا الى نقطة اعلان الطلاق مع المؤسسة الكهنوتية.
فبعد الذي جرى لن تجد احدا على استعداد ان يمضي ساعات من وقته يجلس في الحسينية يستمع الى معمم يسوق له الكذب ويتحدث له عن خرافة الاسد الذي خرج يلطم على الحسين او البومة التي اعتكفت في دارها نهارا وتبكي ليلا على الحسين.
على جماهير الشيعة ان لاتكتفي بالمظاهرات ولكن المطلوب اليومان تسأل أسئلة عميقة ومباشرة ستجعلهم يكتشفونان ماكتبه المجلسي في بحار الانوارومعلقات الخميني وضلالاته لاتستحق سوى الحرق في التنور ..
يجب على المظاهرات ان تقود الى تلك النقطة لان الخلل ليس في الحكومة ولكن راس الافعى في النجف حيث يقبع هناك أباطرة المال ومافيا الكهنوت ..