الجوع والفيضانات.. كوارث تحاصر الصوماليين

حذرت وكالات إغاثية دولية من آثار التغير المناخي السلبية على القرن الإفريقي وتحديداً الصومال، مشيرةً إلى أن الفيضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة أجبرت ما يزيد عن 370 ألف صومالي على النزوح من منازلهم خلال الأسابيع الماضية.

كما أشارت الوكالات في تقاريرٍ لها، إلى أن أكثر من 6.3 مليون صومالي في عموم البلاد يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية، محذرةً من مصير مأساوي يهددهم في حال استمر تدهور الأمن الغذائي في بلد يعاني من الحروب الأهلية منذ عشرات السنين، مؤكدةً أن الصومال يعاني من أسوء أزمة غذائية في العالم، وأن احتياجاته تعد الأكبر.

وبينت الوكالات أن أسباب أزمة الغذاء الحاصلة لا ترجع إلى الحروب فقط، وإنما إلى حالة التغير المناخي التي أثرت على الإنتاج الغذائي للبلاد، داعيةً المجتمع الدولي إلى معالجة الاحتياجات الطارئة للمناخ بشكل عاجل.

إلى جانب ذلك، ناشدت الوكالات الحكومة المحلية والدول ذات الشأن لتعزيز دعم الجهود الرامية لتخفيف آثار المناخ وتقلباته، التي أدت إلى نفوق آلاف الرؤوس من الثروة الحيوانية وبوار مئات آلاف الهكتارات من المناطق الزراعية، التي كان من الممكن أن تساعد في الحد من خطر تفاقم تهديد فقدان الأمن الغذائي في المنطقة عموماً.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت خلال الأشهر القليلة الماضية من تفاقم الأزمة الإنسانية في الصومال وسط نقص التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019، مشيرةً إلى أن الوضع يتطلب دعوات قوية للمانحين والشركاء الممولين من أجل رفع مستوى الاستجابة الإنسانية.

ولفتت المنظمة على لسان القائم بأعمالها في الصومال “جورج كونواي”؛ إلى أن البلاد على مقربة من كارثة إنسانية كبيرة في حال عدم تحرك المجتمع الدولي للمساعدة، وذلك في وقت حذر فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن تدهور أوضاع الأزمات أصبح “متوقعا” في العديد من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية.

وتعيش الصومال منذ عقود حرباً أهلية طاحنة أدت إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين، إلى جانب خلق أزمة إنسانية كبيرة نتيجة تصاعد معدلات الفقر والجوع إلى مستويات قياسية، بالتزامن مع انتشار الميليشيات المسلحة التي أحرقت آلاف الهكتارات الزراعية وتسببت بتبديد الثروة الرعوية والحيوانية للبلاد، بالإضافة إلى ما يعانيه الصوماليين من انعدام للخدمات الصحية والرعاية، الأمر الذي أدى إلى وفاة آلاف الأطفال والرضع.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version