الجولاني: حلب ستُدار من قبل هيئة انتقالية وهيئة تحرير الشام قد تحل نفسها

مرصد مينا

أعلنت دارين خليفة، الباحثة المكلفة بالملف السوري في مجموعة حل الأزمات الدولية، عن تصريحات جديدة أدلى بها أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام”، حول مستقبل مدينة حلب.

وأفادت خليفة عبر حسابها على منصة إكس أمس الأربعاء، أن الجولاني صرح بأن المدينة ستُحكم من خلال هيئة انتقالية في الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود مناقشات داخلية جارية بين الفصائل المعارضة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام.

وقالت إن الجولاني أكد خلال تصريحاته أن المقاتلين، بمن فيهم عناصر “هيئة تحرير الشام”، سيتم توجيههم للخروج من المناطق المدنية خلال الأسابيع المقبلة.

وأوضح أن الهدف هو إعادة تفعيل البيروقراطيين ودعوتهم لاستئناف وظائفهم من أجل إعادة إرساء النظام المدني في المدينة. كما شدد على احترام التنوع الثقافي والديني لسكان حلب، بما يشمل المسلمين والمسيحيين على اختلاف طوائفهم.

وأفادت خليفة بأن الجولاني أشار إلى أن الهيئة تفكر جدياً في إمكانية حل نفسها كخطوة لتمكين المؤسسات المدنية والعسكرية من العمل بشكل مستقل وبعيد عن سيطرة الفصائل، مما يعكس رغبة في توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في إدارة المدينة.

ومع ذلك، أبدت خليفة شكوكها حول قدرة الهيئة على تنفيذ هذه الأفكار بشكل فعلي، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه “هيئة تحرير الشام” تتجاوز مجرد الانسحاب العسكري، بل تشمل أيضاً المخاوف الشعبية المرتبطة بجذور الهيئة الجهادية وتأثير ذلك على الحريات الشخصية والدينية للسكان.

كما أكدت أن تطبيق هذه الخطة يعتمد على مدى قدرة الهيئة والفصائل الأخرى على تجاوز هذه العقبات واستعادة ثقة المواطنين، مما سيؤثر بشكل كبير على استقرار المدينة في المستقبل القريب.

وفي سياق متصل، أظهرت لقطات مصورة بثتها قنوات معارضة سورية على تطبيق تلغرام، الجولاني في زيارة لقلعة حلب التاريخية، حيث بدا واقفاً على درجات القلعة وهو يحيي مجموعة من أنصاره.

وأفاد مصدر من “هيئة تحرير الشام” لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الزيارة جرت أمس الأربعاء، بعد أن تمكنت الفصائل المعارضة من استعادة السيطرة الكاملة على المدينة، وهي خطوة لم تحدث منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.

تأتي هذه التطورات بعد أسبوع من التصعيد العسكري الذي شهدته المناطق الشمالية الغربية من سوريا، حيث شنت الفصائل المعارضة هجوماً واسعاً ضد القوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

وتمكنت المعارضة بعد أيام قليلة على إطلاق المعركة من السيطرة على كامل مدينة حلب، هذا التحول الميداني أثار اهتمام العديد من المراقبين حول مستقبل المدينة ودور “هيئة تحرير الشام” في المرحلة المقبلة.

Exit mobile version