
مرصد مينا
في ظل الجهود المكثفة لإبرام صفقة تبادل جديدة من شأنها وقف الحرب في غزة تماماً، وصل رئيس جهاز “الموساد”، دافيد برنياع، إلى الدوحة لمتابعة ملف الصفقة وقضايا أخرى ذات صلة، في وقت يتحدث فيه مسؤولون عن احتمال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تل أبيب، أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي مساء الخميس أنها أعدت خطة تفصيلية لاحتلال مدينة غزة وقطاعها بالكامل.
وعلى الرغم من تحذيرات الأجهزة الأمنية التي أبلغت الحكومة بأن خطوة احتلال غزة قد تتحول إلى خطأ استراتيجي ومصيدة خطيرة للجنود والضباط، خصوصاً في ظل فتح آفاق جديدة للمفاوضات، قررت القيادة السياسية المضي قدماً في الخطة، باعتبارها صاحبة القرار النهائي في الحرب والسلم.
وقد صاغت هيئة الأركان أهداف العملية العسكرية بالتركيز على السيطرة الكاملة على مدينة غزة وتحجيم قوة حركة حماس.
واعتبرت أوساط سياسية الخطة بطيئة وغير مكتملة، وأرجعت الأمر للجيش لوضع الأدوات اللازمة لتسريع وتيرة التنفيذ.
وردت مصادر عسكرية بالإشارة إلى أن الجيش يرى أن الطريقة البطيئة هي الأكثر أماناً لمقاتليه بعد نحو عامين من القتال، مع التأكيد على ضرورة إخراج السكان المدنيين، والبالغ عددهم نحو 800 ألف نسمة، من المناطق المدنية قبل بدء أي عملية واسعة النطاق.
كما شرع الجيش الإسرائيلي في تنفيذ تجربة ميدانية بمحافظة حي الزيتون في مدينة غزة، بهدف اختبار جاهزية القوات لخطوة عسكرية أكبر لاحقاً.
وأوضح الجيش أن وتيرة التقدم ستظل بطيئة لبضعة أشهر على الأقل، مشيراً إلى أن مطلب القيادة السياسية بتنفيذ عملية “ضربة واحدة” سريعة وقوية يعد غير واقعي.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الجيش أن آلاف جنود الاحتياط سيستدعون في الأيام المقبلة ضمن ما يُعرف بـ”الأمر رقم 8″، لتدعيم الوحدات المقاتلة في الضفة الغربية والحدود الشرقية، وتعزيز منظومة الدفاع الجوي، تحسباً لأي تصعيد محتمل على أكثر من جبهة.
وأشار المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوآف زيتون، إلى أن رئيس الأركان، الفريق أيال زامير، يرى أن العملية ستتطلب تجنيد نحو 80 إلى 100 ألف جندي احتياط، إضافة إلى قوات الجيش النظامي، مع وضع خطط تنفيذية لتقليل الخسائر، والاستعداد للقتال في مناطق المدينة الشمالية والغربية حيث تنتشر خلايا حرب العصابات التابعة لحماس”. ومن المتوقع أن تستمر العمليات العسكرية المكثفة حتى العام المقبل.
وتركز المداولات العسكرية على رفع كفاءة القوات، ومعالجة النقص الحاد في الموارد البشرية، وتحقيق الجاهزية لتجنيد الاحتياط، وسط مخاوف من تراجع معنويات الجنود.
وأشار رئيس الأركان إلى أن احتلال القطاع قد يتحول إلى كمين استراتيجي ومصيدة موت، لكنه لقي رفضاً من القيادة السياسية، فيما هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المنتقدين قائلاً: “هناك جنرالات لا يعرفون معنى النصر الكامل”.
ورد الفريق زامير خلال خطاب له في مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد قائلاً: “قتال الجيش يتواصل على كل الجبهات، وفي قطاع غزة بشكل متواصل، بهدف حماية سكان الجنوب وتقويض حكم حماس بالكامل، واستعادة كل المخطوفين، سواء بالدفن بكرامة أو إعادة التأهيل الكامل، مؤكداً قدرة الجيش على المبادرة والهجوم والقضاء على التهديدات بشكل ملموس”.