بالرغم من خسارتها نحو 75% من المساعدات الأوروبية، وتوجية مطالب أممية لها بعدم التدخل الأجنبي في ليبيا، وتهديدها بسبب نشاطها في التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، تصر تركيا على إتمام الأعمال التي تزيد من خسارتها.
فمؤخراً أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إصراره على زيادة التدخل العسكري في سوريا، والبقاء في تركيا لحين تحقيق أهدافه بغاز شرق المتوسط، وذلك في كلمة ألقاها أمس السبت أثناء تدشين افتتاح مشروع السكة الحديدة في “غيرت-تبه” بمدينة استبنول.
وأكد “أردوغان” أن قواته ستواصل انتشارها في سوريا حتى تأمين حدودها الجنوبية، وقد تسعى للتوغل أكثر داخل عمق سوريا، وستبقى في ليبيا حتى الإقرار بحقوقها في المتوسط، قال “أردوغان”: “إن محاولة حـصار بلادنا من خلال ممر إرهابي على امتداد حدودنا الجنوبية هو مشروع واضح لدرجة أن الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي بإمكانهم أن يفهموه . . . والعقلية التي تسأل ماذا نفعل في سوريا؟ هي عقلية قطعت كامل روابطها الودية مع تركيا وشعبها”.
وأضاف الرئيس التركي: ” العالم بأسره فهم ماذا تفعل تركيا في سوريا، باستثناء مسؤولي أحزاب المعارضة لدينا”، في إشارة إلى الضغط السياسي الداخلي الذي يوجهه أردوغان، وخاصة ممن سماهم سابقاً بـ “رفاق الدرب”.
وأضاف أردوغان في كلمته: “الآن كلما فتحوا أفواههم –قاصداً المعارضة- يسألون ماذا نفعل في ليبيا؟، علاوة على ذلك، الشخص الذي يسأل هذا السؤال، هو نفسه كان يتهمنا قبل أشهر لماذا تركيا غير موجودة في المتوسط ويبدأ بتعداد جميع الدول المتواجدة في المتوسط”، في إشارة إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض “كمال قليجدار أوغلو”.
وأعلن أردوغان أن “تركيا ستواصل البقاء في سوريا حتى تأمين حدودها الجنوبية وتحقيق استقرار أشقائنا الذين يعيشون هناك بشكل كامل، وقد تواصل التقدم أكثر داخل سوريا”.
وفي كلمته شدد “أردوغان” على أن تركيا ستبقى في ليبيا حتى الإقرار بحقوقها في المتوسط، وتوفير الآمان للحكومة الشرعية للشعب الليبي الذي تربطنا به علاقات أخوية تمتد لـ500 عام.
وأعلنت تركيا عن إرسال دفعتين عسكريتين إلى ليبيا، لكن الواقع يشير إلى أكثر من ذلك بكثير، وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي أن مهمة قوات بلاده في ليبيا تنحصر في التدريب وتقديم الاستشارة العسكرية، فإن مصادر خاصة لمينا، أكدت إرسال جنود من مقاتلي المعارضة السورية إلى ليبيا للقتال بجانب قوات حكومة الوفاق التي يقودها “فايز السراج”، وهذا ما أكدته وسائل إعلام عربية ودولية عديدة.