مرصد مينا
يواصل الجيش السوداني تقدمه الميداني في العاصمة الخرطوم، حيث أفادت مصادر محلية، اليوم الأربعاء، بأن قوات سلاح المدرعات استعادت السيطرة على منطقة الرميلة غرب المدينة، ما يمهد الطريق لدخول وسط الخرطوم بعد التحامها مع القوات المتمركزة في منطقة المقرن.
وقالت المصادر إنه خلال الساعات الماضية، تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بوحدات مساندة، من التقدم نحو الأجزاء الجنوبية الشرقية للعاصمة، قادمة من ولاية الجزيرة.
وفي السياق ذاته، شهدت منطقة العيلفون جنوب شرقي الخرطوم تحركات عسكرية مكثفة، مع توافد آليات الجيش نحو العاصمة.
وتشير تقارير إلى أن الجيش يعتزم فرض حصار محكم على منطقة شرق النيل، حيث تتركز تحركات قوات “الدعم السريع”، تمهيداً لمزيد من التوغل في الخرطوم.
كما توقعت مصادر عسكرية أن يشكل الزحف العسكري من ولاية النيل الأبيض والمناقل عبر طريق جبل الأولياء ضغطاً إضافياً على قوات “الدعم السريع”، خاصة أن هذا الطريق يُعد المنفذ البري الوحيد لها نحو جنوب وغرب العاصمة.
وفي ظل هذه التطورات، يتوقع المراقبون أن تشهد الخرطوم عمليات عسكرية مكثفة في الأيام المقبلة، لا سيما مع اقتراب قوات الجيش من عمق العاصمة واشتباكها المباشر مع قوات “الدعم السريع”.
من جانبه، أكد رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، خلال كلمة ألقاها من شرق النيل يوم أمس الثلاثاء، أن الجيش بات قريباً من تحقيق “النصر الكامل”، مؤكداً دحر قوات “الدعم السريع” من عدة مناطق استراتيجية.
يُذكر أن الجيش السوداني استعاد قبل أسبوعين مقر القيادة العامة في الخرطوم، بعد أن كان تحت سيطرة قوات “الدعم السريع” منذ أغسطس 2023.
كما تمكن في وقت سابق من فك الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية شمال العاصمة، واستعادة مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
يأتي هذا في وقت يعاني فيه السودان من أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث خلف الصراع المستمر منذ 15 أبريل 2023 عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من 12 مليون نازح، فيما يواجه الملايين خطر المجاعة.