مرصد مينا – السودان
تعرض الجيش السوداني، يوم السبت، لخسائر بالأرواح، أثناء تصديه لهجوم شنه القوات الإثيوبية والجماعات المسلحة المتحالفة معها، على منطقة “الفشقة” الحدودية، وفق بيان صادر عن الجيش مساء السبت.
البيان قال إن “قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين، تعرضت لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا”.
بيان الجيش السوداني أضاف: “قواتنا تصدت للهجوم بكل بسالة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات واحتسبت القوات المسلحة (السودانية) عددا من الشهداء وستظل تحمي الوطن وتدافع عن أراضيه”.
وكانت صحيفة “سودان تربيون” نقلت عن مصادر عسكرية رفيعة، تأكيدها أن الجيش السوداني رد على توغل قوات إثيوبية ومليشيات لـ”لأمهرا” داخل الأراضي السودانية بشرق بركة “نورين”، عند مستوطنة “ملكاوا”، بعمق 17 كيلومترا.
المصادر قالت إن “المواجهات التي اندلعت بالأسلحة الثقيلة استمرت حتى ظهر اليوم السبت.
الصحيفة أوضحت أن التوغل الإثيوبي الجديد يهدف منه تحقيق أمرين، الأول: “إسناد كبار مزارعي الأمهرا الذين يعملون على حصاد نحو 10 آلاف فدان زُرعت داخل السودان، والثاني قطع الطريق أمام تقدم قوات جبهة تحرير تيغراي (تقاتل قوات الحكومة الإثيوبية منذ نحو عام) على منطقة بحر دار الإثيوبية”.
يشار إلى أن مساحة الفشقة تبلغ نحو مليوني فدان، وتمتد لمسافة 168 كلم مع الحدود الإثيوبية من مجمل المسافة الحدودية لولاية القضارف مع إثيوبيا، البالغة حوالي 265 كم.
وكان الجيش السوداني، فرض في كانون الأول الماضي، سيطرته على أراضي الفشقة، بعد أن استولت عليها أثيوبيا لمدة ربع قرن، بينما تتهم أديس أبابا السودان بالسيطرة على أراضٍ إثيوبية، وهو ما تنفيه الخرطوم.
السودان استعاد نتيجة عمليات عسكرية 92% من هذه الأراضي الخصبة، قبل أشهر، وذلك لأول مرة منذ 25 عاما بعد انسحاب الجيش السوداني منها عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري، حسني مبارك، في أديس أبابا عام 1995، والتي اتهم السودان بارتكابها.
وفي 16 آب الماضي، افتتح رئيسا مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، والوزراء عبد الله حمدوك، جسري منطقتي “ود كولي” و”ود عاروض” في الفشقة، ضمن احتفالات الجيش السوداني بعيده الـ67.