الحرب إذا وقعت

غدًا قد تقع الحرب، فالإسرائيليون يعرفون بالتمام والكمال خطورة “كوريا شمالية” إلى خاصرتهم، واكثر من ذلك يدركون أن نظام الملالي، لابد ويمشي اليوم أو غدًا إلى “تدمير المعبد على من فيه”، وتلك قراءة لاتستوجب الكثير من التأمل، ففقه الملالي فقه موت، والحزام الناسف اليوم قد يتحوّل إلى قنبلة نووية غدًا، أما عن تعهدات “علي خامنئي” بتحريم السلاح النووي، فليست سوى لعبة يتقنها ملالي إيران، وهم الأدرى بلعبة “الباطن” و “الظاهر” وتلك لعبة تندرج في صميم العقيدة.

ولكن ماذا لو وقعت الواقعة، وانطلقت الطائرات الإسرائيلية لتقصف المواقع النووية الإيرانية، وانطلقت معها صافرات الحرب في عموم المنطقة؟

كل الخيارات مريرة، فبقاء “إيران الملالي” وامتداداتها يعني امتداد العنف والارهاب واجتياح لن يتوقف للمنطقة برمتها، أما إطلاق الحرب معها فسيعني فيما يعنيه أن تجتاح الحرب المنطقة كل المنطقة وقد تطال أول ماتطال مجموع دول الخليج العربي، لتكون هذه الحرب أشدّ وطأة من أيّة حرب شهدها عالم اليوم بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية.

لغة الحرب ترتفع، التصريحات الرسمية الإسرائيلية ترفعها، وأذرع إيران يشتغلون عليها، أما الإدارة الأمريكية فلابد وأنها تحسب حساب التكاليف الباهضة  لمثل هكذا حرب ستطال فيما تطال الجزء الأهم من حلفائهم في العالم ونعني دول الخليج بمن فيها المملكة العربية السعودية، وقراءة كهذه ستعني فيما تعنيه، أن هذه الحرب ستكون حربها، لا بغير المباشر كما تخوضها في دعمها لأوكرانيا، ولكن بالمباشر، ما يعني زج قواتها في هذه الحرب وبالأصالة عن نفسها لا بالنيابة عن أحد.

في إسرائيل يدفعون باتجاه هذه الحرب، والأمريكان حتى اللحظة يشتغلون على تهدئة المواقف،  غير أن التحكّم في الحروب إطلاقًا أو تأجيلاً أو هدنة، ليس من أفعال إرادات الدول على الدوام، فقدح فتيل الحرب قد يستلزم خطأ واحدًا ويكفي، فمن أين سيأتي هذا الخطأ الذي قد يقود إلى حرب مدمّرة؟

من يصغي الى خطابات حسن نصر الله، يُدرِك بالتمام والكمال أن قدح فتيل الحرب قد يأتي من عنده، فأزماته الداخلية، والحصار اللبناني الذي يتمدد يومًا بعد يوم على شخصه وحزبه، ربما يستلزم الهروب نحو تصدير أزماته هذه في إشعال حرب على حدود لبنان الجنوبية، أما حرب كهذه إذا ماوقعت فلن تكون ولا بحال تكرارًا لحرب 2006، فالإسرائيليون سيشتغلون  على أن تكون آخر الحروب، والإيرانيون سيذهبون نحو حرب ستكون نهاية التاريخ بالنسبة لهم، أما الأثمان الأكثر دموية وتكلفة فلابد أن تحصدها دول الخليج العربي.

حرب كهذه إذا ماوقعت لابد وستكون:

ـ نهاية الحروب وآخرها.

ستكون “تدمير المعبد على من فيه”، وفي المعبد اكبر ثروات في هذا العالم، وسيكون الخيار الأمريكي هو الأصعب.

Exit mobile version