مرصد مينا
نأت روسيا بنفسها عن التدخل عسكريا في الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا، في حين اتهمت الأخيرة تركيا بالعمل على إحياء الإمبراطورية العثمانية من خلال دعمها أذربيجان.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن التزامات روسيا تجاه أمن أرمينيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي لا تنطبق على ناعورني قره باغ، فيما قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن بلاده مستعدة للاعتراف باستقلال ما سماها “جمهورية قره باغ” إذا كان ذلك سيساعد في حل الأزمة.
وأضاف باشينيان خلال اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تسوية النزاع لا بد لها من حلول وسط وتنازلات، وأن بلاده مستعدة لذلك في حال كانت أذربيجان ترغب في ذلك، مشيرا إلى أن أن النزاع في ناغورني قره باغ خرج عن حدود الإقليم، وأصبح يشكل تهديدا للأمن الدولي، واتهم تركيا بالسعي لإحياء الإمبراطورية العثمانية وتكرار ما وصفها بإبادة الأرمن.
من جانبه، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف للقناة الأولى الروسية إن بلاده ستعود إلى المحادثات مع أرمينيا بعد انتهاء مرحلة الصراع العسكري “الحرجة”.
وأوضح أن المجتمع الدولي -بمن فيه رؤساء مجموعة مينسك- صرحوا في وقت سابق بأنه لا يمكن القبول بالوضع الراهن في قضية ناغورني قره باغ.
علييف أضاف أن من حق تركيا “بصفتها دولة كبيرة وجارة لنا في جنوب القوقاز” المشاركة في الوساطة، وذلك بعدما قال باشينيان لمجلة تايم إن بلاده لن توافق على وقف إطلاق النار إلا إذا كفت تركيا عن الانخراط في الصراع وجرى سحب “المرتزقة”.
أما بالنسبة للتطورات الميدانية فأفادت مصادر إعلامية بأن منظومات الدفاع الجوي للجيش الأذري أعاقت هجوما أرمينيا بصواريخ بعيدة المدى على مدينة “هيفلاه”، حيث جاء الهجوم عقب استهداف خط أنابيب “باكو تبليسي قارص” لنقل الغاز الطبيعي مساء الثلاثاء.
وكان الجيش الأرميني قد أعلن مقتل 60 عسكريا أذريا وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الثقيلة خلال صد هجوم للقوات الأذرية على جبرائيل، فيما نقلت مصادر عسكرية أرمينية أن القصف الأذري تجدد على مدينة ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ، كما شنت القوات الأذرية قصفا عنيفا على مدينة هيدروت جنوب شرقي الإقليم، مشيرة إلى أن أن القصف الصاروخي والمدفعي تجدد على مدينة شوشي المجاورة، وأدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.
وفي وقت سابق، أفادت وزارة دفاع إقليم ناغورني قره باغ غير المعترف به دوليا بتجدد المعارك بين قواتها والجيش الأذري على مختلف محاور القتال داخل الإقليم.
وأضافت الوزارة أن القتال تركز على المحورين الجنوبي والشمالي من خطوط المعارك، مشيرة إلى ما اعتبرته تراجعا في نشاط القوات الأذرية وقال رئيس وزراء أرمينيا إن ما تسمى قوات الدفاع الذاتي في ناغورني قره باغ تراجعت تكتيكيا في محور مدينة جبرائيل جنوب شرقي الإقليم لمحاصرة الجيش الأذري، وإن العملية تسير بنجاح.
وزارة الدفاع الأرمينية أعلنت كذلك أن قوات “قرة باغ” صدت هجوما للجيش الأذري وقتلت 20 جنديا أذريا، ودمرت عددا من الآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة، مما أرغمه على الانسحاب إلى الخلف، وفق الوزارة.
وقد لجأ مواطنو القرى الأذرية شرقي إقليم ناغورني قره باغ إلى المدارس للاحتماء من القصف الأرميني، حيث تتعرض قرى منطقتي أغجة بدي وآغدام لقصف مستمر منذ بدء المعارك في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.