الحرب الأمريكية ضد إيران قادمة.. ولكن أين مسرحها؟

نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية للأخبار، تقريراً استخباراتياً حصلت عليه يقول “إن هناك حقيقة مؤلم” مفادها أن كل المؤشرات التي تحصل في يتعلق بحرب الملاحة العالمية والتي اساسها إيران، ستفضي إلى حرب قاسية من الممكن أن يكون بلد عربي ميداناً له.

العراق

وبحسب التقرير الذي نشرته الوكالة الأمريكية فإن البلد العربي المحتمل أن يكون ميدان صراع دولي هو “العراق” على الرغم من كون التوترات الحالية منبعها المضائق المائية، في الخليج العربي والبحر الأحمر، في إشارة إلى اليمن ومضيق هرمز.

فإنّه وبالرغم من أنّ التوتّرات في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران تثير مخاوف من اندلاع حربٍ حول مضيق هرمز ذو الأهمية الاستراتيجية لمرور النفط، فإنّ أي صراع بين الخَصمين قد يبدأ في الواقع في البلد الوحيد الذي توجد فيه قواتٌ وقواعد تابعة لكلٍّ منهما على الأرض وهو “العراق”.

ويتركز في العراق حوالي 5200 جندي أميركي، وسط الآلاف من مقاتلي المجموعات التي تحظى بدعمٍ إيراني، والتي يسيطر عليها مسؤولون عراقيون متعاطفون مع طهران، حسب ما جاء في التقرير الصحفي الأمريكي.

وأورد تقرير وكالة الأخبار الأمريكي، ما قالته “جوان بولاشيك” القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، في الأسبوع الماضي، “إن بعض الميليشيات المارقة المدعومة من إيران تتآمر ضد المصالح الأميركية، وتخطط لعمليات يمكن أن تقتل أميركيين وعراقيين وأفراداً من شركاء أميركا في التحالف”.

وقالت “بولاشيك” أيضاً: “إنَّ هذه الجماعات تراقب المنشآت الدبلوماسية الأميركية و”تواصل شنَّ هجماتٍ مسلحة غير مباشرة”.

وفي الجلسة نفسها، قال “مايكل مولروي” نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، إنَّ “التدخل الإيراني الأناني” يقوّض المصالح العراقية و”يهدّد” الاستقرار.

وأضاف “مولروي”: “شغلنا الشاغل هو مدى تقويض الميليشيات غير التابعة للحكومة العراقية، والأكثر ولاءً لطهران من بغداد، لسلطة رئيس الوزراء العراقي الشرعية، واستغلالها المواطنين العراقيين العاديين، وزعزعتها لاستقرار المجتمعات الهشة التي تحرَّرت مؤخراً من سيطرة تنظيم داعش”.

وكذلك برز نفوذ إيران في العراق يوم الإثنين الماضي 22 تموز، حين التقى رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بالرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، وناقش سبل نزع فتيل الأزمة الجارية في المنطقة، وفق تقرير “بلومبرغ”.

علامات التصعيد

وفي أحدث العلامات على تصاعد الموقف بشدّة، قالت إيران إنَّها ستعدم مجموعة من الجواسيس التي تزعم أنَّهم مدربون على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بينما ما زالت طهران ولندن عالقتين في طريقٍ مسدود بشأن ناقلتَيْ نفط محتجزتين.

ويقول التقرير أن الساسة والعسكريين العراقين لديهم توازنات صعبة يجب الحفاظ عليها، لضمان استقرار بلادهم، فهم يحاولون إبقاء العلاقات الجيدة مع أميركا في الوقت الذي لايستطيعون فيه إغضاب الشعبية الدينية “الشيعية”.

ويتابع التقرير، إلى أنّه لم يندلع حتى الآن نزاعٌ مباشر، ومن المستبعد أن تنشب حربٌ مفتوحة نظراً إلى امتلاك أميركا قوةً نارية أكبر، فإنّه يلفت إلى “أنّنا في فترة هدوء غير مستقرّ”، حيث سحبت الولايات المتحدة موظّفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد – التي تضم أكبر بعثاتها الدبلوماسية وأكثرها تكلفةً في العالم – وأغلقت قنصليتها في البصرة في أواخر العام الماضي 2018، وسط قلق المسؤولين الأميركيين من أنَّ إيران تقوّض السلطة المركزية في العراق، ونفوذ واشنطن هناك، وما زالت القنصلية مغلقةً حتى الآن.

وكذلك أجلَت شركة “إكسون موبيل” الأميركية موظفيها الأجانب موقّتاً من منشأة تابعة لها بالقرب من حقل “غرب القرنة 1” النفطي في البصرة جنوبي العراق، بعد وقوع هجوم صاروخي قريب، وفي الشهر الماضي حزيران، ضربت بعض الصواريخ مجمعاً رسمياً في مدينة الموصل بشمالي العراق، ومعسكر التاجي العسكري الذي يقع بالقرب من بغداد، وكلاهما يضم مستشارين عسكريين أمريكيين، وفقاً لتقارير صحفية محلية.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا

Exit mobile version