ينظر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى توجيه ضربة “سيبرانية” إلى حكومة طهران رداً على الهجمات التخريبية التي شنتها على معملي أرامكو في السعودية في 14 أيلول الحالي والتي أضرت بالأمن العالمي للطاقة، كخطة بديلة عن الضربة العسكرية المباشرة كما أنها أقل تصعيداً للتوتر الحاصل في الشرق الأوسط والذي يخشى أن ينفجر ويسفر عن شرق أوسط أشد عنفاً.
والهجوم السيبراني هو نوع جديد من أنواع الحروب والأسلحة الهجومية والدفاعية، وتعني بشكل عام حرب معلومات الكترونية، تهدف الدول من هذه الحروب تدمير القدرة المعلوماتية التي تمكنه من تحديد وتدمير أهداف والتخطيط لهذه العمليات التخريبية عن بعد، او دون تدخل بشري.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت هجوماً سيبرانياً على إيران في تموز الماضي استهدف قاعدة بيانات خاصة بالحرس الثوري الإيراني، وتمكن الهجوم من تدمير قاعد البيانات التي يستخدمها الحرس الثوري في هجماته الإرهابية على ناقلات النفط.
وبحسب تقرير نشرته “نويويرك تايمز” في آب الماضي فإن الهجوم السيبراني الأمريكي على قواعد بيانات إيرانية نُفذ يوم 20 تموز، وأدى إلى “تقليص قدرات الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني لشن هجمات خفية”.
ونقلت نيويورك تايمز عن أحد المسؤولين الأمريكين قوله؛ إن قاعدة البيانات التي تم استهدافها كانت تساعد القوات الإيرانية في اختيار ناقلات النفط لمهاجمتها، وتحديد موقع الهجوم. ويشار إلى أن إيران لم تهاجم أي ناقلة نفط بعد 20 تموز.
وترى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن أهدافاً إيرانياً قادرة على إغلاق حقول ومصاف نفط إيرانية “تحت النظر”، لكن جدلاً واسعاً يدور بين القادة العسكريين والسياسيين الأمريكيين حول نوع الانتقام الذي من الممكن أن ترد به إيران، كما أنهم ما زالوا يتباحثون حول حقيقة قوة الردع التي يمتلكها أي هجوم سيبراني لدولة مثل إيران.
وفي لقاء تلفزيوني قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”: ” لقد تحدث الرئيس عن استخدامنا لهذا الأمر في السابق ;ndashالحرب والأسلحة السيبرانية-، ولكن بالطبع من السابق لأوانه التنبؤ بما سنفعله بينما نمضي قُدمًا، ومما لا شك فيه أن إيران هي المسؤولة، وسوف ترد الولايات المتحدة بطريقةٍ تعكس الفعل الحربي الذي قام به هذا النظام الثوري الإيراني”.
وما زالت القواعد التي تحكم هذا من الحرب التي من المتوقع أن تستولي على الحروب المستقبلية غير مكتملة الأركان، حيث إن الولايات المتحدة وروسيا ما زالا يتناقشان لتنظيم هذا النوع من الحروب المستقبلية.
ويقول مستشار سكرتير مجلس الأمن الروسي الفريق أول “فلاديسلاف شيرستيوك:” إن الحرب في مجال الفضاء الإلكتروني والإرهاب الالكتروني قد تؤدي إلى أعطال في المحطات الذرية لتوليد الطاقة الكهربائية وتدمير المحطات الكهرومائية وإلى كوارث في وسائط النقل وغيرها من البنى التحتية؛ حيث تعادل قوتها التدميرية قوة أسلحة الدمار الشامل”.
وشكلت الأمم المتحدة في 2016 لجنة مختصة بالأمن المعلوماتي، ستكون مهمة هذه اللجنة وضع مبادئ مسؤولية الدول في الفضاء الإلكتروني، أو “خريطة طريق” للقواعد التي تحدد بوضوح ما يسمح بعمله وما لا يسمح به.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي