“الحرب تحت الرادار”.. من سيرفع الراية البيضاء؟

هي “الحرب تحت الرادار”، وكأنما سيكون عنوانًا جديدًا لحرب تقع ما بين إيران وإسرائيل مع ملاحظة مصطلح “تحت الرادار” الذي يعني “تحت الحزام”، وكانت آخر تجليات هذه الحرب قد وقعت الأسبوع الفائت ومن وقائعها فوضى في نحو 4.300 محطة الوقود في أرجاء إيران، وجاءت هذه الهجمة السيبرانية بعد سلسلة هجمات سايبر في الأشهر الأخيرة، أدت إلى تعطيل خدمات حيوية وبنى تحتية في إيران – من تشويش عمل الإشارات الضوئية، عبر حركة القطارات، وانتهاء بتشويش توريد المياه والكهرباء.

الهجمة التي لم تعترف بها إسرائيل، وقعت على دولة كل مافيها “هش” وبالغ الهشاشة ولا ينقصها سوى المزيد من الفوضى كي تقع أرضًا، وكان الرئيس الإيراني قد شرح حال بلده بالقول بأن “دولة ذات قدرات سايبر تقف من خلف الهجمة وتسعى، إلى خلق غضب في الدولة بإحداث اضطراب وتشويش في حياتنا”.

الهدف من هذه الهجمة وسواها حسب الصحافة الإسرائيلية، جعل الإيرانيين يفكرون مرتين قبل الوصول الى القنبلة النووية التي بوسع اسرائيل تحطيمها في أرضها، غير أن هذا الافتراض وكذلك وفق الصحافة الإسرائيلية ومن بينها ما جاء على لسان ايان زيسير من هاآرتس، لن يحقق ك هكذا هدف فـ “من الصعب الافتراض بأن تشويشات في توريد الوقود ستدفع النظام الإيراني للتفكير مرتين في مغامرته النووية”، و “ثمة ضربات أشد تلقاها في السنوات الأخيرة لم تمنعه”. ومن الأمثلة التي يوردها ايان زيسير أنه “قبل نحو عقد، تسبب فيروس الحواسيب ستاكسنتالذي أدخل لأجهزة الحواسيب في إيران إلى تدمير أجهزة طرد مركزي استخدمها في البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى تأخير البرنامج وليس إلى إلغائه”.

في التعليق على هذه الهجمة، بل وعلى مجمل الحرب الباردة ما بين اسرائيل وايران، يعلّق زيسير بالقول ” هذه حرب باردة، وفي الغالب من تحت الرادار، والتي يظهر أنها مريحة لإسرائيل وإيران أيضاً، فتمتنعا بذلك عن مواجهة شاملة لا تريدانها”.

في الجهة المقابلة الإيرانيون ليسوا ضحايا أبرياء، ففي سياق هذه الحرب كان قراصنة إيرانيون قد هاجموا  إسرائيل المرة تلو الأخرى، وبعض من هذه الهجمات كان من شأنه أن يكلف حياة الناس. فبعد كل شيء، حرب السايبر ليست لعبة. فلا يدور الحدث فقط عن تشوش عمل الإشارات الضوئية، مما يشكل إزعاجاً للسائقين، ولا حتى عن هجمة منظومة حواسيب مستشفى “هيلل يافه”.

قد تكون هجمات السايبر فتاكة إذا ما أدت – مثلما حاول الإيرانيون قبل نحو سنة – إلى تلويث مياه الشرب أو إفشال عمل عتاد حساس أو سلاح، طائرات، وفي المستقبل أيضاً سيارات. لإسرائيل تفوق واضح على إيران في هذا المجال أيضاً. ولكن مثلما في مراحل سابقة من المعركة التي تدور بين الدولتين.

ألعاب السايبر ستستمر على نار هادئة، ولكن “ليس بالسايبر يتحقق الحسم في معركة إنزال الأيدي بين القدس وطهران”.

ـ أي معارك تنتظر المنطقة ما دامت الحرب السيبرانية لاتودي إلى أن يرفع أحدهما الراية البيضاء؟

Exit mobile version