الحرب على الباب، وتركيا أردوغان تحشد إن لم يكن للحرب فـ “لأسباب الحرب”، ذلك هو الحال فيما يحدث في ليبيا وفي ماستؤول إليه الأوضاع في ليبيا، فالأهداف التركية تتوزع في ليبيا إلى شقين:
ـ شق في الاقتصاد ما يعني النفط والغاز والودائع المالية، وقد تضع تركيا أيديها عليه عبر حكومة السراج.
والشق الآخر الاكثر خطورة، وهو محاصرة مصر من خاصرتها الليبية عبر زرع الإرهاب في الخاصرة المصرية، وفي اليد التركية الفصائل الإسلامية الإرهابية، كل الفصائل الإرهابية بدءاً من “النصرة” وصولاً إلى “داعش” وما بينهما من ضابط الإيقاع ونعني به جماعة الاخوان، وهاهي تشحن مرتزقتهم بآلالاف الآلاف إلى ليبيا لتحارب بهم، وتفتح جبهاتها هناك للاستيلاء على الحكم وبالتالي على الموارد والسياسة.
ـ وماذا أمام مصر؟
الحرب بالنسبة لمصر هي استنزاف، ورفع الأيدي بالمناديل البيضاء قبول بالخراب، وبالنتيجة ليس أمام مصر سوى التقدم للأمام، في حرب حتى الانتصار فيها خاسر، وأنقرة تدرك ذلك، وتلعب عليه، فهي الرابحة في الخراب إن فاتها الربح في الميدان.
تلك تركيا في ليبيا، تمامًا كما تلك تركيا في سوريا، فتركيا في ليبيا إن لم تـُ “تترك” البلد، فـ “ستسورنها”، وفي الحالين، التتريك والسورنة، سيكونا رابحين بالنسبة للرئيس أردوغان وفي الحالين خاسرين بالنسبة لليبيا ومصر، غير أنه المثل المغاربي يقول:
ـ الغالب الله.
بما معناه:
ـ هو الأمر الواقع ومالابد منه لاغنى عنه، وبالنتيجة سيكون عبور القوات المصرية إلى ليبيا أمرًا لابد منه، فإذا لم يكن سيكون خراب مصر، وهو الخراب الذي سيأتي عبر الحصار التركي لمصر، ومن جهتين:
ـ من غزة عبر الجهاد الإسلامي وحماس، وكليهما فصيلان في اليد التركية والإدارة التركية.
ومن ليبيا، حيث الفصائل الإسلامية الراديكالية القادمة من المعلوم والمجهول.
الحرب لاشك باتت واقعة، ولكن ماهو الموقف الدولي منها؟
ماهو الموقف الاوربي؟ ودون شك ستكون أوربا مستهدفة بحرب كهذه عبر استهداف غاز المتوسط، إن لم تكن مستهدفة باللاجئين، ومستهدفة بالمصالح إن لم تكن مستهدفة بالقيم وثقافة المجهول.
ـ ماهو الموقف الامريكي؟ ومازال يلهث وراء مقولة الحياد النشط، في لعبة لاتحتمل الحياد، فالمصالح الأمريكية، والحضور الأمريكي الدولي، وهيبة الولايات المتحدة، كلها مهددة باللعبة التركية.
الحرب على الباب، وثانية مالابد منه، لاغنى عنه.