عاد ملف تنظيم القاعدة إلى الواجهة مجدداً، إذ أعلنت الاستخبارات الأمريكية عن مقتل نجل أسامة بن لادن “حمزة”، فيما تبدو المؤشرات أن الحرب ضد التنظيم الذي كان يتخذ من أفغانستان معقلاً له بدأت تتسع، حيث اعتقلت السلطات الفيلبينية أحد الرجال البارزين ضمن تنظيم القاعدة، بعد عمليات مراقبة ورصد دقيق دامت لأشهر، والذي يعد “الذراع اليمنى” لرجل الأعمال السعودي “محمد جمال خليفة” صهر مؤسس تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن”.
رئيس مكتب الهجرة الفيلبيني ” خايمي مورينتي” أكد أن حكومة بلاده قد ألقت القبض على مسؤول مالي سابق على وهو علاقة بعائلة “أسامة بن لادن”، مضيفا أنه رجل أردني الجنسية ويدعى “محمود عفيف عبد الجليل” ويبلغ 51 عاما، وذلك في الرابع من شهر تموز/يوليو الماضي، إلا ان السلطات في الفليلبين لم تعلن خبر اعتقاله حتى اليوم الخميس.
وبحسب المصدر فإن السلطات الفيلبينية عثرت على وثائق مزيفة كانت بحوزة “عبد الجليل” عندما ألقت القبض عليه في مدينة زامبوانغا، بعد عمليات مكثفة من الرصد والمراقبة دامت على مدار أشهر، رصدت السلطات من خلالها “محمود عبد الجليل” مع زميل جزائري كان يرافقه في مدينة زامبوانغا في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي.
ولا يزال الأردني “عبد الجليل” رهن الاعتقال منذ توقيفه من قبل حكومة الفيلبين بحسب ما صرح به ” خايمي مورينتي”، مشيرا إلى أن السلطات تعتزم حاليا ترحيله بتهمة دخوله البلاد بشكل غير مشروع، إذ ليس هناك أي سجلات عن زياراته إلى الفلبين منذ طرده منها عام 2003، عقب احتجازه وإعلان الحكومة أنه شخصية أجنبية غير مرغوب فيها في الفيلبين.
مقتل نجل زعيم القاعدة
وكانت مصادر من الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت مساء أمس الأربعاء مقتل حمزة بن لادن، إبن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، المرشح لخلافة منصب والده كزعيم لتنظيم القاعدة، وذلك من خلال تنفيذ عملية استخباراتية أمريكية، ولم يصدر عن الإدارة الأمريكية حتى اليوم الخميس أي معلومات بشأن الحادثة، انتظار إعلان رسمي أمريكي قريب عن تفاصيلها.
الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” رفض يوم أمس التعقيب على خبر مقتل نجل زعيم القاعدة “حمزة بن لادن”، وأجاب أنه “لا يريد الآن التعليق على الموضوع”.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق عن مكافأة تصل إلى مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد هوية أو مكان حمزة في أي بلد، واصفة إياه بأنه قيادي رئيسي في تنظيم القاعدة، بحسب وكالة رويترز.
وبعد مقتل مؤسس تنظيم القاعدة وزعيمها “أسامة بن لادن” على يد مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2011، بدأ اثنان من كبار مساعديه بتجهيز نجله “حمزة” للقيام بدور القيادي في التنظيمـ وتزوج من ابنة أحدهما، وتعهد حمزة بالانتقام والأخذ بثأر والده، ليصبح حمزة بن لادن صوت تنظيم القاعدة في عام 2015، في شهر آب أغسطس.
يذكر بأن والده زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قتل فجر الإثنين 2 مايو 2011 في مدينة “أبوت أباد” 120 كم شمال شرق الباكستان، في عملية أشرفت عليها وكالة الاستخبارت الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي، استغرقت 40 دقيقة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي