الحسكة.. مخيم الهول مأساة لا تقل وجعا عن مخيم الركبان adminvar 6 سنوات ago يزداد الوضع السياسي تعقيد في شمال شرق سوريا، وتزداد معه المعاناة الانسانية لقاطني المخيمات من النازحين السوريين في مناطق الحسكة ومعظمهم من محافظة دير الزور، لاسيما في مخيم الهول شرقي الحسكة الذي تديره ” الإدارة الذاتية الكردية ” والخاضع عمليا لسيطرة “الاسايش” من ظروف معيشية وإنسانية صعبة جداً حيث بلغ عدد القاطنين فيه أكثر من 40 ألف شخصاً. الأطفال هم من أكثر الفئات هشاشة وتعرضا للأذى في ظروف المخيمات سواء لجهة انعدام التعليم أو لجهة المناحي الصحية، إذ تم مؤخرا إسعاف أكثر من 25 طفلاً خلال الايام الماضية من المخيم إلى مشافي مدينة الحسكة لتلقي العلاج نتيجة إصابتهم بأمراض مختلفة ناتجة عن سوء التغذية، كما توفي طفل حديث الولادة نتيجة الظروف الصحية السيئة، وسبق هذه الحوادث وفاة طفلة صغيرة من نازحي دير الزور في مخيم الهول نتيجة البرد القارس، إضافة لوفاة طفلة من نازحي حمص في احتراق مدفأة الكاز بعد احتراق خيمة ذويها. فيما أكدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عبر بيانها الصادر يوم الجمعة 11 كانون الثاني أن 6 أطفال نازحين من ديرالزور وصلوا مع عائلاتهم إلى مخيم الهول وتوفوا بعد وصولهم نتيجة نقص الرعاية الطبية في المخيم. المصادر تؤكد أن الأهالي اطلقوا مناشدات للمنظمات الإنسانية والدولية لتحسين أوضاع المخيم الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، إلا أن ميليشيا الوحدات الكردية حالت دون وصول مساعدات إلى المخيم قبل أشهر، إلا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت الخميس الماضي من نقل أكثر من 28 طناً من الإمدادات الطبية والمعدات واللقاحات جواً إلى عموم محافظة الحسكة للاستجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة في شمال شرق سوريا، ولم يتضح بعد إن كانت سلطات الإدارة الذاتية قد أوصلت شيئا من هذه الشحنة إلى المخيمات. وقالت الوكالة الأممية في بيان إن هذه الشحنة هي الثانية التي تقوم المنظمة بنقلها جواً إلى الحسكة هذا الشهر، مشيرة إلى أن أول شحنة تشمل 20 طناً من الإمدادات الطبية تم نقلها جواً إلى المحافظة في 8 كانون الثاني 2019. وذكرت المنظمة أن شحنة المساعدات تغطي أكثر من (106) آلاف حالة علاج طبي، كما تشمل المواد مجموعات طوارئ طبية وأدوية مضادات حيوية وسوائل عن طريق الوريد ومضادات ربو، وأدوية أخرى للأمراض المزمنة. كما تحتوي المعدات على حاضنات وأجهزة تخطيط للقلب، ومولدات وآلات غسيل الكلى، وأجهزة مراقبة وتخدير. بالإضافة إلى نقل (140) ألف لقاح ضد أمراض شلل الأطفال، والسل والكزاز والحصبة والتهاب الكبد. وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف، إن “مئات الآلاف من السوريين في شمال شرق البلاد في حاجة ماسة إلى خدمات الرعاية الصحية”. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن شراء الإمدادات تم باستخدام مساهمات سخية من حكومات النرويج، اليابان، والمعونة البريطانية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. معاناة إنسانية بشكل آخر يعيشها الأهالي في محافظة الحسكة وتتمثل في عمليات الاعتقال التي تنفذها الوحدات الكردية بهدف زج الشبان في معسكرات التجنيد الاجبار، دون أن تستثني المعلمين. وبحسب مراقبين فإن لجنة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية قامت بتعيين معلمين من حملة الشهادة الإعدادية، بعد هروب أغلب المعلمين بعد رفع اسماؤهم إلى لجنة الدفاع الذاتي، واستصدار تبليغات بحقهم من أجل الالتحاق بالمعسكرات، ومهددة المتخلفين بالعقوبات والحب على صعيد التحركات العسكرية، المرتبط بتصعيد سياسي بشأن المنطقة الآمنة في الشمال السوري، وصل 600 جندي أمريكي، إلى مطار قاعدتي “خراب عشك” و”صرين” شرقي نهر الفرات في سوريا من أجل المساعدة وتأمين عملية انسحاب الجيش الأمريكي من شمال البلاد. وتوزع الجنود الأمريكيون بين القاعدتين اللتين ستستخدمان من أجل عمليات إخلاء الجنود. أما القاعدتين الأمريكيتين في رميلان و تل بيدر في محافظة الحسكة، فستستخدم من أجل نقل العتاد الثقيل عبر الجو. ويوم الخميس الماضي ذكر مسؤول أمريكي، أن وزارة الدفاع الأمريكية سترسل قوات إضافية إلى سوريا، وأن الهدف من ذلك هو تأمين عملية انسحاب القوات الأمريكية من هناك. وفي 19 كانون الأول 2018، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عزمه سحب جنود بلاده من الشمال السوري، والبالغ عددهم 2000 جندي. في السياق ذاته رفض البنتاغون التعليق بشكل رسمي على الموضوع، غير أن متحدثه، شون روبرتسون، ذكر أن ”عملية انسحاب الجنود الأمريكيين من شمال شرقي سوريا تسير وفق الإطار المعلن”. وأوضح في تصريحات صحفية، أن عملية الانسحاب ستجري بشكل يتناسب مع الظروف في الميدان، وبالتنسيق مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، مشددًا على أن العملية لن تكون مقيدة بجدول زمني عشوائي. وسبق وصول الجنود الأمريكيين دخول ما لا يقل عن 250 شاحنة تابعة للتحالف الدولي، ومحملة بالأسلحة والذخائر ومعدات لوجستية دخلت الأراضي السورية يوم الخميس الفائت عبر معبر سيمالكا مع كردستان العراق، وجرى توزيعها على قواعد التحالف الدولي في عين العرب (كوباني) ومطار عين العرب وعين عيسى والرقة وتل تمر وغيرها في كل من حلب والرقة والحسكة. الفرنسيون الذين ازداد حضورهم السياسي في ملف شمال شرق سوريا، بعثوا بوفد برلماني إلى الأراضي السورية عبر معبر سيمالكا قادما من اقليم شمال العراق الى الحدود السورية. وبحسب المصادر فإن مسؤولين في الإدارة الذاتية الكردية، أكدوا أن الهدف من زيارة البرلمانيين هو التعرف والاطلاع عن قرب على تجربة “الإدارة الذاتية”، حيث قاموا بزيارة مخيم “نوروز” في مدينة “المالكية” للاطلاع على أوضاع النازحين، وبعدها توجهوا إلى مدينة القامشلي، من دون أن يزوروا مخيم الهول. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©. مقالات ذات صلة أزمة الغذاء تتفاقم في مراكز إيواء النازحين السودانيين خلال رمضان الجيش السوداني يواصل تقدمه في الخرطوم والبرهان يجدد رفضه التفاوض أوروبا تعزز خطط التسلح وترفض أي سلام مفروض على أوكرانيا ما هي فرص نجاح الخطة المصرية لإعمار غزة؟