زاوية مينا
بقلم: نبيل الملحم
ليسوا خائفين، ولا مربكين، هذا حال اللبنانيين، أو لنقل جزء واسع من اللبنانيين، فالحرب مهما اقتريت لن تكون شاغلاً، هو الحال بدءاً من الصومعة وصولا للكاباريه.
هذا حال لبنان وكان اختبر الحرب الأقسى، حرب الأزقة والقتل على الهوية المذهبية لابد وتطال حتى المتشككين أو الملحدين.
عبروا الحرب، وعلى ما حملت من آلام لن تستبعد جورجينا رزق عن عرشها في جمال العالم.
هذا هو لبنان، سرّ من الصعب كتمه كما من الصعب الإجابة عنه، بلد يهوى المخاطرة، العرق الفينيقي لابد ويسري في عروقهم.
نقول الفينيق، وكان الوزير وئام وهاب قد وصفهم بتهكم مبالغ بأنهم مجرد مسوّقو نساء.. قوّادين.
نسي الوزير السابق أن الفينيق ملوك البحر وشراعه، وبأنهم صبغوا الأقمشة.. يعني لوّنوا كل من بًعدهم، وكانوا آلهة الخصوبة.
من الصعب أن تعثر على تبرير واحد يدفع الوزير لإهانة الفينيق، دون نسيان أننا في عالم جديد، يخلع قميصه.
هو لبنان، على حافة الحرب، وعلى الحافة الأخرى حفل مزيّن بكل الألعاب النارية لانتخاب ملكة جمال لبنان واسمها ندى كوسا.
الحرب على الباب، والتوقعات بالغة التباين، ثمة من ينفيها، وثمة من يؤكدها، ولكل من كليهما ما يدفعك لتقول له:
ـ الحق معك.
فللأول ما يكفي من الأسباب للقول بأن الحرب لامحالة، ومنها:
ـ إسرائيل ستربح الحرب، أيّ كانت الحرب، ذلك أن ما ستخسره قد خسرته وأبرز ماخسرته سمعتها وقد تبدّلت من “واحة الديمقراطية” إلى “الفاشية” بما تحمله الفاشية.
ـ العالم، كل العالم الذي يعني “فعل قوّة” مناصراً لبنيامين نتنياهو حتى أن خطابه في الكونغرس قد استمر لـ51دقيقة، قوطع 83 مرة بالتصفيق وقوفا.. هذا يعني أن الإمداد مستمر، وبموازين القوّة لن يواجه سلاح حزب الله السلاح الإسرائيلي، فالوعد بالجنّة لا يبتكر سبطانة دبابة.
هذه عوامل قوّة، ليجتاح نتنياهو الجنوب ويتخلّص من “احتمالات حزب الله” لتكون هذه الحرب هي آخر حروبه.
كلام مقنع.
على الوجه الآخر ثمة من يرى أن إسرائيل ستكون أحوج لرسم معاهدة سلام مع لبنان فإذا ما اقتربت الحرب، ابتعد احتمال السلام، وعلى إسرائيل أن تشتغل على صفقة مع إيران تعقبها مائدة سلام ما بين حزب الله وإسرائيل، بما يعني “أن ياكل حزب الله نفسه” عوضاً أن ياكلونه.
وفي أسرار الأمم ثمة ما لا يحصى من السيناريوهات.
قد تحني رأسك وتقول لمن يحكي:
ـ الحق معك.
أما حكاية الحق معك فأساسها أنه كلما جاء متخاصمين إلى قاضي عامودا ورافع عن نفسه يقول له القاضي الحق معك.
تنبّه مساعد القاضي وقال له:
سيدي القاضي، يجب أن يكون لك موقف، لا يجوز أن تقول لكل من المتخاصمين :” الحق معك”.
هزّ القاضي رأسه وقال لمساعده:
ـ الحق معك.