بارك رئيس الأركان في الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، اليوم الثلاثاء 30 تموز الحالي، الحوار الوطني الذي بدأت ملامحه تتشكل في البلاد بعد خمسة أشهر من الحراك الشعبي.
وقال الفريق قايد صالح إن “المؤسسة العسكرية تبارك هذا الحوار الذي ينبغي أن يدور حول الانتخابات” باعتبارها النقطة الأساسية لخروج الجزائر من أزمتها، مؤكداً أن “الانتخابات هي النقطة الأساسية التي ينبغي أن تكون في صلب الحوار”.
وأوضح “قايد” الأركان أنه “لا مجال للمزيد من تضييع الوقت”، معتبراً أنه يجب الذهاب في أقرب وقت إلى انتخابات رئاسية.
كما ثمّن رئيس أركان الجيش الجزائري، الخطوات التي تم تحقيقها لحد الآن في سبيل بدء الحوار الوطني، مضيفا أن المؤسسة العسكرية ستعمل على مرافقة هذا الحوار من أجل تحقيق أهدافه.
ودعا قايد صالح شخصيات الحوار إلى ضرورة الابتعاد عن أسلوب وضع الشروط المسبقة التي تصل حد الإملاءات، على حد تعبيره.
فيما اعتبر “قايد صالح” أن “التدابير الوقائية التي تتخذها مصالح الأمن لتأمين المسيرات هي في مصلحة الشعب وحماية له وليس العكس”، مضيفا: “رغم أن أغلب المطالب الشعبية قد تحققت ميدانيا، إلا أننا سجلنا ظهور بعض الأصوات تحاول ضرب مصداقية وأداء مؤسسات الدولة”. وشدد على أن “العدالة وحدها من تقرر، طبقا للقانون، بشأن هؤلاء الأشخاص الذين تعـدوا على رموز ومؤسسات الدولة وأهانوا الراية الوطنية”. وتابع: “نحذر الأبواق التي لا زالت تدعو للابتعاد عن الدستور، والسقوط في فخ الفراغ الدستوري، ونؤكد أن طريق الخلاص هو تبني نهج الحوار النزيه”.
وأعلنت “هيئة الحوار” طريقاً للخروج من الأزمة السياسية في الجزائر عبر خطة عملها في الوساطة بين “السلطات العمومية” والمجتمع المدني والأحزاب، كما دعت 23 شخصية أخرى للانضمام إليها، بحسب بيان نشرته الهيئة.
البيان الأول الذي أصدرته الهيئة بعد أربعة أيام من إعلان تشكيلها، تضمن أن “الهدف الأساسي لعمل الهيئة الوطنية للوساطة والحوار هو التشاور والاتصال والحوار مع فعاليات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وشباب وناشطي الحراك من مختلف ولايات الوطن من أجل وضع تصور دقيق لكيفيات الخروج من الأزمة الحالية”.
أضاف أن “الهيئة سيدة في مجال اتخاذ قراراتها وبدون أي تدخل من أية جهة”، حيث وبعد نهاية مرحلة التشاور ” تقوم الهيئة بإعداد المقترحات النهائية بعد اجتماع في إطار ندوة وطنية سيدة في اتخاذ قراراتها التي تلزم جميع السلطات العمومية”.
وكانت الرئاسة الجزائرية كشفت الخميس عن قائمة بأسماء ست شخصيات ستقود الحوار، بهدف الوصول إلى تنظيم انتخابات رئاسية لخلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المستقيل منذ 2 نيسان.
أعلنت الهيئة في بيانها توسيع تشكيلتها إلى عضو سابع “من شباب الحراك” يدعى محمد ياسين بوخنيفر، وهو غير معروف لدى وسائل الإعلام الجزائرية.
كما وجهت اللجنة دعوة إلى 23 شخصية للانضمام إليها منهم بطلة حرب التحرير الجزائرية جميلة بوحيرد ووزير الخارجية بين 1982 و1988 أحمد طالب الإبراهيمي، وكذلك المحاميان الحقوقيان مصطفى بوشاشي ومقران آيت العربي. كما تم توجيه الدعوة إلى رؤساء حكومة ووزراء سابقين ونقابيين.
من جهته، تحاشى كريم يونس منسق “هيئة الوساطة والحوار في الجزائر” التعليق على رفض عدد من الشخصيات التي دعتها الهيئة للانضمام إلى عملها، معتبراً أن تلك الشخصيات “أحرار في تلبية أو رفض الدعوة”.
وأشار كريم إلى أن “الهيئة وجهت الدعوات لتلك الشخصيات بالنظر إلى حسهم بالواجب الوطني وروح التضحية”، مضيفا أنه لا يمانع إذا أرادت هذه الشخصيات إنشاء هيئة حوار أخرى.
كما عبّر عن أسفه من تحول دعوته للعمل على حل الأزمة إلى “ردود أفعال”، مشيراً إلى أن “من يعتقد أنه يمكنه تغيير النظام بضربة يد فليفعل”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي