في سعيهم لامتلاك اليمن يعمل الحوثيون على صبغ الجيل اليمني الجديد بأفكارهم ومعتقداتهم، عبر المدارس والمناهج التي تعلم الأطفال اليمنيين . . . الجيل الجديد.
عمدت مليشيا الحوثي في المناطق التي سيطرت عليها إلى إطالة فترة الصباح من 20 دقيقة إلى ساعة كاملة وفق ما قالته لنا مصادر محلية من داخل اليمن، وبدأت بتلقين الأطفال ما يسمى بـ”القسم الحوثي” والصرخة الحوثية، وهي عبارات دينية شيعية يقدم فيها التلاميد الولاء لزعيم المليشيا الموالية لإيران “عبد الملك الحوثي” باعتباره أحد “الأولياء الصالحين”، وكانت المليشيا المذكورة قد أرغمت طلبة محافظة صعد والتي تسيطر عليها منذ 2014 على ترديد هذا القسم، والذي يقول فيه التلاميذ:” اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى الإمام علي ونتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي، اللهم إنا نبرأ إليك من عدوك، وعدو رسولك، وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي” وذلك بدلاً من النشيد الوطني اليمني.
كما تجري إدارة الحوثي تعديلات على المناهج التعليمية في المدارس الحكومية في المناطق التي تخضع لسيطرتهم وتشمل المدارس في هذه المناطق نحو 8 آلاف مدرسة.
وقال المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين “يحيى اليناعي”: ” إن ما يسمى القسم التربوي في جماعة الحوثيين هو من يشرف على العملية التربوية والتعليمية، وإن التعديلات شملت مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، وهو “ما يعكس حقيقة التوجه الحوثي باستقطاب النشء نحو أفكار الجماعة ونهجها العام”.
كما قال “يحيى الحوثي “وزير التربية والتعليم في ما يسمى “حكومة الإنقاذ” التي شكلها الحوثيون في وقت سابق، ذكر الحوثي؛ أن الثقافة الإسلامية السائدة اليوم لدى المسلمين هي “الثقافة التي أسس لها المماليك، الذين حكموا العرب -إلّا اليمن- واستمر منهجهم إلى اليوم”، منوهاً إلى أن الإسلام الموجود اليوم هو إسلام العبيد والمماليك، وداعياً إلى إحداث تغيير في العملية التعليمية، وتغيير أسماء المدارس التي سميت بأسماء بعض القيادات التاريخية لدى المسلمين، مثل صلاح الدين الأيوبي.
كما يلجأ الحوثيون إلى وسائل متعددة لإحداث تغييرات في المناهج التعليمية، وفي هذا الشأن يقول الدكتور “عبدالله الحامدي” نائب وزير التربية والتعليم سابقًا في حكومة الحوثيين والمنشقّ عنهم منتصف تموز2018: ” هناك طريقتان يتّبعهما الحوثيون للتأثير في العملية التربوية: تتمثل الأولى في التغيير الوظيفي، الذي يشمل استبدال موالين لهم بالمعلمين والكادر الوظيفي ومدراء المدارس ومدراء مكاتب التربية في المحافظات”.
أما الطريقة الثانية المتبعة، فتتمثل في “العمل على تعديلات مبرمجة للمناهج، عبر دسِّ نصوص خفيفة تشير إلى معتقداتهم ضمن المقررات الدراسية”، مشيراً إلى أنهم يُصْدرون مقررات دراسية حديثة بتاريخ قديم، كي لا يتنبه أولياء الأمور إلى ما يدسونه ضمنها، وليخدعوا الناس بأنهم لم يُجروا أي تعديلات فيها”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي