أقدمت ميليشيات الحوثي في أحدث انتهاكاتها، على تعويم ولاية الفقيه الإيرانية في الحاضر اليمني، وهو مؤشر قوي وفق خبراء، على مدى تبعية هذه الميليشيا المتطرفة لنظام الملالي الحاكم لإيران، فيما يبقى الشعب اليمني هو الحلقة الأضعف، وهو الجهة التي يمارس عليها الحوثي تجاربه الدينية والطائفية، ضمن سياسة ترسيخ الشقاق والانقسام في المجتمع اليمني.
من جانبها، نددت الحكومة اليمنية الشرعية، إقدام ميليشيات الحوثي على فرض ما يعرف (قسم الولاية) على طلاب المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا المدعومة من إيران، معتبرةً إياها ترسيخ للانقسام وتهديداً لقيم الجمهورية اليمنية.
كما نددت الحكومة باستبدال النشيد الوطني اليمني بالقسم المذكور، مشيرةً إلى أنه استنساخ للتجربة الإيرانية وتثبيتاً لتبعية المجتمع اليمني لولاية الفقيه، لا سيما في ظل العديد من الإجراءات المشابهة التي فرضتها الميليشيا في صنعاء وعدد من المدن اليمنية.
وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية من جهته، أعرب عن استنكاره لخطوة الحوثيين، مشدداً على ضرورة مواجهة ورفض ممارسات الميليشيا الطائفية العلنية في المدارس والتي ألقت بالنظام الجمهوري خلف ظهرها على حد وصفه.
واتهم الوزير اليمني الميليشيا بالعمل على تأسيس نظام الإمامة وولاية الفقيه في أرض اليمن الحرة العربية على حد قوله، خاصة بعد الاعتراف الصريح لزعيم الميليشيا “عبد الملك الحوثي” بالتبعية لإيران وللمرشد علي خامنئي.
وكانت مليشيا الحوثي قد عمدت في المناطق التي سيطرت عليها إلى إطالة فترة الصباح من 20 دقيقة إلى ساعة كاملة وفق ما قالته لنا مصادر محلية من داخل اليمن، وبدأت بتلقين الأطفال ما يسمى بـ”القسم الحوثي” والصرخة الحوثية، وهي عبارات دينية شيعية يقدم فيها التلاميذ الولاء لزعيم المليشيا الموالية لإيران “عبد الملك الحوثي” باعتباره أحد “الأولياء الصالحين”.
وكانت الميليشيا المذكورة قد أرغمت طلبة محافظة صعد والتي تسيطر عليها منذ 2014 على ترديد هذا القسم، والذي يقول فيه التلاميذ: “اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى الإمام علي ونتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي، اللهم إنا نبرأ إليك من عدوك، وعدو رسولك، وعدو الإمام علي، وعدو من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي” وذلك بدلاً من النشيد الوطني اليمني.”
كما تجري إدارة الحوثي تعديلات على المناهج التعليمية في المدارس الحكومية في المناطق التي تخضع لسيطرتهم وتشمل المدارس في هذه المناطق نحو 8 آلاف مدرسة.
وقال المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين “يحيى اليناعي”: ” إن ما يسمى القسم التربوي في جماعة الحوثيين هو من يشرف على العملية التربوية والتعليمية، وإن التعديلات شملت مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، وهو “ما يعكس حقيقة التوجه الحوثي باستقطاب النشء نحو أفكار الجماعة ونهجها العام”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي