قالت الشرطة الفرنسية إن منفذ هجوم باريس الذي استهدف مقر شرطتها هو واحد من عناصرها، مشيرة إلى أن الهجوم خلف أربعة قتلى من زملائه بالإضافة إلى المنفذ.
وبينت الشرطة أن الفاعل البالغ من العمر 45 عاماً كان يعمل في قسم المعلوماتية ويعاني من إعاقة في السمع، مؤكدةً أنه كان واحدا من الموظفيين المثاليين قبل ارتكابه للاعتداء.
وقال مدعي عام باريس “ريمي هايتز”: “نأسف لمقتل 4 أشخاص، 3 رجال وامرأة، وهم 3 أفراد شرطة وإداري”.
وأكدت الشرطة أنه قد تم فتح تحقيق بتهمة القتل العمد ويستطلع المحققون احتمال وجود خلاف شخصي للمعتدي مع أفراد من الشرطة، وفق مصادر متطابقة، فيما لم تتم بعد إحالة الملف إلى النيابة العامة المكلفة بمكافحة الإرهاب.
وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت ظهر يوم أمس أن واحداً من مقرات الشرطة في العاصمة باريس قد تعرض لهجوم بالسلاح الأبيض، حيث قام أحد عناصر الشرطة بطعن عدد من زملائه قبل أن يتمكن آخرون من قتله، لتعلن في وقتٍ لاحق إغلاق المنطقة المحيطة بالمركز الذي تعرض للهجوم.
وكان الآلاف من عناصر الشرطة الفرنسية قد تظاهروا في شوارع العاصمة خلال الأشهر السابقة، منطلقين من ساحة الباستيل، رمز إطاحة الملكية الفرنسية، وصولاً إلى ساحة الجمهورية الواقعة في قلب باريس، فيما أسموه “مسيرة الغضب”.
وطالب العناصر المتظاهرين بتحسين ظروف وشروط العمل؛ أكانت مادية، أم ساعات العمل المتراكمة، إلى جانب تلبية الحاجة لـ;laquo;سياسة اجتماعية;raquo; لمنسوبي وزارة الداخلية، وعلى رأسها أفراد الشرطة، ودعوة القضاء لاعتماد الحزم والضرب بيد من حديد على المجرمين والمارقين، الأمر الذي من شأنه أن يكمل عمل الأجهزة الأمنية.
بالإضافة إلى ذلك، طالب أفراد الشرطة بالمحافظة على نظامهم التقاعدي التفضيلي، بينما تسعى الحكومة إلى توحيد أنظمة التقاعد، وتخصيص مزيداً من الأموال، وأن تُعِدّ برنامجاً توجيهياً ;laquo;طموحاً;raquo; بضم عناصر جديدة، وتنفيذ وعدها بتجنيد 10 آلاف شرطي إضافي.
وبحسب الأرقام والإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية بأن 52 شرطياً انتحروا منذ بداية العام الحالي، وهو ما يعادل ضعف عدد العام الماضي والحبل على الجرار. وكان لافتاً في مسيرة أمس أن 52 شرطياً ارتدوا أقنعة بيضاء للتذكير بزملائهم المنتحرين، وتمددوا أرضاً.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي