مرصد مينا
أعلنت قوات “الدعم السريع” عن تشكيل حكومة مدنية جديدة في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد نحو 19 شهرا من سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات.
وقالت القوات أمس الجمعة، إن هذه الخطوة جاءت “بعد تعذر استعادة النظام المدني بعد الحرب المستمرة”، مشيرة إلى أنه تم تكليف عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن رئيساً لهذه الحكومة.
بينما تم تشكيل مجلس تأسيس مدني يضم 90 عضواً، برئاسة نايل بابكر نايل المك ناصر، مشددة على أن “الهدف الأساسي تقديم الخدمات الأساسية وبسط الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية”.
وسيطرت قوات “الدعم السريع” على معظم المناطق في الخرطوم، بما في ذلك الوزارات والقصر الرئاسي، بينما يسيطر الجيش السوداني على بعض المناطق العسكرية في العاصمة وحولها.
وتضم الخرطوم سبع محليات رئيسية، سيطرت “الدعم السريع” على معظمها، فيما بقيت بعض المناطق تحت سيطرة الجيش السوداني.
وفي مؤتمر صحافي عقده أعضاء مجلس التأسيس المدني، قال نايل المك ناصر أن “تشكيل الحكومة المدنية جاء استجابة لمطالب المواطنين بعد غياب الخدمات الأساسية بسبب الحرب”، مشيراً إلى أن “الدعم السريع استجابت لدعوات سكان الخرطوم بتشكيل إدارة مدنية”.
وأضاف أن “رئيس الحكومة المدنية عبد اللطيف الحسن سيعمل على تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين”.
كما دعا المسؤولون في الحكومة الجديدة إلى وقف القتال بين الأطراف المتصارعة في البلاد، مطالبين بتوقف القصف الجوي على المدنيين والمرافق العامة، وإلى العودة إلى طاولة التفاوض.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث يُخشى أن تؤدي هذه التحركات إلى تقسيم البلاد بين حكومتين تتنازعان السلطة، مما يهدد بمزيد من الفوضى على غرار الوضع في ليبيا.
ومنذ أبريل 2023، تشهد البلاد حربا دموية بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بعد خلاف حول دمج الأخيرة في الجيش خلال الفترة الانتقالية.
وأدى الصراع إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق، شملت نزوح الملايين وانتشار الجوع وأعمال عنف عرقي في أنحاء السودان.
وقد اتهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب تشمل استهداف المدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام أساليب التجويع ضد ملايين الأشخاص.