مرصد مينا – سوريا
بعدد قليل وتشييع هادئ، نقل جثمان “عبدالله الخاني” الملقب ب”شيخ الدبلوماسيين” والذي شهد عشرات الانقلابات العسكرية في سوريا، وتغيرات الرئاسة بداية من “شكري القوتلي” وانتهاء ب”بشار الأسد”، إلى مقبرة الباب الصغير في دمشق القديمة.
توفي عبد الله الخاني في دمشق يوم الاثنين الموافق 7 كانون الأول 2020، عن عمر يناهز 98 عاما، حفلت بعمل سياسي ودبلوماسي.
من هو..
“عبد الله فكري الخاني”، تولد1922 ، كان والده إماماً للطريقة النقشبندية في سوريا وقاضياً شرعياً تولى مناصب في جنين وحمص وقرية الزبداني في ريف دمشق، بعد إتمام دراسته في دمشق التحق “الخاني” بالجامعة الأميركية في بيروت قبل أن يُكمل دراسته في جامعة دمشق، حيث نال شهادة بالحقوق.
لقب القاضي السوري ورجل الدولة بشيخ الديبلوماسيين السوريين، إذ تولى الأمانة العامة للرئاسة السورية في عهد الرئيس “شكري القوتلي” وشارك في مفاوضات الوحدة السورية المصرية سنة 1958. ثم عمل في وزارة الخارجية السورية، ثم عينه “حافظ الأسد” كأول وزير للسياحة عام 1972، كما تم انتخابه عضواً في محكمة العدل الدوليةعام 1980.
عمله الدبلوماسي..
نظراً لإتقانه اللغتين الفرنسية والإنكليزية، طُلب من “عبد الله الخاني” الانتقال إلى القصر الجمهوري سنة 1948وكُلّف بمتابعة مباحثات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين ونقلها إلى رئيس الجمهورية حينها “شكري القوتلي”، ليعتمد عليه الأخير في إدارة شؤون القصر.
وبعد الإطاحة بحكم الرئيس القوتلي سنة 1949، وإغلاق القصر لفترة وجيزة بأمر من قائد الانقلاب الأول “حسني الزعيم”، عاد “الخاني” إلى عمله وسافر إلى فرنسا في عهد الرئيس “أديب الشيشكلي” لدراسة شؤون المراسم في النظام الجمهوري، و بريطانيا لدراستها في النظام الملكي، ليتدرج بعدها في المناصب الإدارية، وصولا إلى مديراً للبروتوكول ثم أميناً عاماً بالوكالة في عهد الرئيس “هاشم الأتاسي”.
وعند إعادة انتخاب “شكري القوتلي” رئيساً للجمهورية، نظّم “الخاني” عملية انتقال السلطات بينه وبين “الأتاسي”، وشارك في كافة اجتماعاته مع قادة ورؤساء العالم، كما شارك في مفاوضات الوحدة السورية – المصرية سنة 1958، وعند قيام الجمهورية العربية المتحدة ُقل إلى ملاك وزارة الخارجية.
وزيرا للسياحة..
طلب “حافظ الأسد” من “عبد الله الخاني” تأسيس وزارة السياحة السورية، بعد أن كانت مديرية تابعة لوزارة الاقتصاد، وسُمّي أول وزير للسياحة في حكومة “محمود الأيوبي” يوم 23 كانون الأول 1972، وأسهم في تنشيط الحركة السياحية في سوريا، وإشادة العديد من المنشآت السياحية، وقد حافظ على منصبه في الحكومة حتى صيف عام 1976.
دوليا..
انتخب عبد الله الخاني عضواً في محكمة العدل الدولية في كانون الثاني 1980 وفي الهيئة الدولية للتحكيم التابعة لـغرفة التجارة الدوليةفي باريس، ابتداء من عام 1990.
كما تم انتخابه عضواً مستقلاً في مجلس التحكيم الدولي في مجال الرياضة، وكان حكماً في كل دورات الألعاب الأولمبية منها في مدينة أتلانتلا الأميركية سنة 1996. وأصبح عضوا في المحكمة الدستورية لاتحاد البوسنة والهرسك من عام 1993 وحتى 1999، كما شارك في تدريب الفريق المكلف وضع دستور لسراييفو، وأدى دوراً إيجابياً في أن تضع الحرب أوزارها.
وكانت له مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في بداية الثورة السورية2011.