مرصد مينا
كشف موقع “بيروت تايم” أن الرأس المدبر لاغتيال منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل، باسكال سليمان، هو لبناني الجنسية وليس سوري.
بحسب الموقع نفسه تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية خطف سليمان. «وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنّهم نقلوا جثته إلى سوريا»..
بيروت تايم ذكر أن فالرأس المدبر لخطف سليمان هو بشار طرادية لبناني شغّل سوريين لتنفيذ عملية الخطف، مشيرا إلى أن بلدة زيتا تعتبر «عاصمة مافيا سرقة السيارات» الحدودية، وتأوي أشهر المطلوبين للعدالة، تماما كبلدة حاويك السورية، أو بريتال اللبنانية. وصحيح أنّ القرية تقع ضمن الحدود السورية اللبنانية وتحديدا ضمن منطقة القصير السورية (ريف حمص)، وهي متاخمة لقرية القصر اللبنانية الواقعة في قضاء الهرمل، إلا أنّ سكانها لبنانيين، وأغلبهم من عشائر آل ناصر الدين وجعفر والجمل.
وكما في بريتال، تعمل غالبية هذه العشائر بتهريب وتجارة السيارات المسروقة والخطف، فإنّها تأخذ من بلدة زيتا مركزا جديدا لها، إن لتجارة السيارات المسروقة، أو لإخفاء الهاربين المطلوبين للقضاء والأجهزة الأمنية اللبنانية. إذ يعلو نجم هذه البلدة مؤخرا كمرتع للخارجين عن العدالة، والمافيا الدولية لسرقة السيارات، بعد أفول نجم بلدة بريتال البقاعية، وإنكشافها أمنيا، بحسب بيروت تايم.
الموقع طرح تساؤول: لماذا اختار الخاطفون سلوك طريق الشمال نحو الهرمل في البقاع، عوض الذهاب مباشرة من قرية الخاربة التابعة لقضاء جبيل حيث تمّ اختطاف سليمان نحو البقاع؟ والجواب يكمن بأنّ طريق الشمال إلى البقاع مؤمن. فالخاطفون درسوا جيدا خطتهم قبل تنفيذها، وأمنوا بنى تحتية محكمة لذلك، تجلت بتأمين طريق الشمال-البقاع لهم.
فبحسب معلومات «بيروت تايم»، هناك رجل نافذ يقف خلف ذلك، ويدعى «بشار طرادية» وهو معروف كذلك بـ«بشار جعفر»، وهو من بلدة قبعيت العكارية، وهو المسؤول عن تأمين ممر آمن وهادئ ليس لعملية خطف سليمان وحسب، بل لجميع عمليات سرقة السيارات من الداخل اللبناني إلى بلدة زيتا، وتهريب المطلوبين إليها عبر طريق الشمال- البقاع نحو الهرمل.
تبقى أحجية توقيف الجيش اللبناني لستة موقوفين متورطين بعملية الخطف إلى الآن، جميعهم من الجنسية السورية. وهذا الأمر منطقي جدا، إذ وفق المصدر نفسه اللبنانيون الذين يديرون عمليات تهريب السيارات المسروقة من الداخل اللبناني إلى سوريا، أو عمليات الخطف، غالبا ما يستعينون بـ«شغيلة» سوريين لتنفيذ تلك العمليات في الداخل اللبناني.
هذا على مستوى البعد التكتيكي لعمليات سرقة السيارات وإخفاء المطلوبين في زيتا. أما على مستوى البعد السياسي، فالبلدة تخضع سياسيا لطرفين أساسيين: هما فرقة الهجانة السورية (حرس الحدود السوريّ)، المتواجدة على أطراف البلدة من الجانب السوري، في حين يسيطر «حزب الله» على مداخلها من جانب بلدة القصر اللبنانية.
كل هذه المعطيات، تجعل فرضيات خطف سليمان التي انتهت نهاية مأساوية غير محسومة حتى الساعة، لكنّ أضعفها يبقى الخطف من أجل الفدية، فهو ليس رأسمالياً.
«أما الفرضية السياسية فتبقى قائمة، طالما أنّ منسق «حزب القوات اللبنانية» في جبيل، ومسؤول في أحد المصارف، ومنطقة نفوذ الخاطفين في زيتا، هي خاضعة لنفوذ حزب الله.
بالمقابل فإنّ فرضية دخول طابور خامس على الخط لإثارة الشارع القواتي والمسيحي خصوصاً في منطقة مختلطة كجبيل، ليست بالفرضية البعيدة، ولا يمكن إغفالها، وهي محاولة تحريك الرأي العام اللبناني، ضدّ السوريين، وخلق جو عام معاد للاجئين وهو موجود أصلا وحادثة خطيرة كهذه بإمكانها تأجيجه بشكل غير مسبوق.
تبقى كل إحتمالات أبعاد عملية الخطف وتبعاتها مفتوحة على مصراعيها، باستثناء الثابت الأكيد، وهو أنّ هيبة الدولة مخطوفة اليوم، باختطاف مواطنيها وتهديد حياتهم، وخروج مناطق عن سلطة الدولة، لصالح الدويلات، وشريعة الغاب على حساب دولة القانون، بحسب الموقع نفسه.
يشار أن اللاجئين السوريين في لبنان تعرضوا لحملة اعتداءات وتهديد ووعيد بحرق بيوتهم ومحالهم من قبل أنصار حزب القوات اللبنانية.