هل سيمنحهم جوبايدن طوق النجاة؟
للسؤال مبرراته، فاستئناف الاتفاقات النووية مع نظام الملالي، سيكون خطأ جسيمًا، أقله وفق رؤية السيناتور روبرت توريسلي العضو في الحزب الديمقراطي، وقد ذهب الرجل إلى القول “سيكون خطأ جسيمًا”.
لتوريسلي مبرراته في هذه الرؤيا، فهو ” يؤيد إدارة بايدن”، هذا ماقاله و”يتطلع إلى أن يؤدي بايدن عمله على الوجه الأكمل كما ينبغي، بيد أنه أخطأ في استئناف الاتفاقات النووية مع نظام الملالي ويجب إقناعه بشتى الطرق بالاستمرار في فرض العقوبات وترك هذا النظام الفاشي يواجه نهايته الطبيعية. فهذا النظام عقد العزم على اقتناء السلاح النووي، ولن تمنعه أي معاهدة من ذلك. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفه هو الإطاحة به”.
روبرت توريسلي كان قد أضاف ما يجدر التوقف عنده فـ: “يبدو أن إدارة بايدن أظهرت أنها ملتزمة بالعودة إلى الاتفاق النووي مع نظام الملالي، بيد أن المشكلة تكمن في أن الوضع في إيران قد تغير بشكل دراماتيكي خلال السنوات الـ 5 الماضية”.
نعم، كلام السيناتور يحمل الكثير من الحقائق، أقله أن ثمة ثلاثة أسباب رئيسية لتغيير الوضع في إيران:
- تطوير الصواريخ الباليستية، فالاتفاقات لم تنص على فرض أي قيود على نظام الملالي في إنتاج الصواريخ الباليستية. والجدير بالذكر أن هذا النظام الفاشي قطع شوطًا كبيرًا في تطوير هذه الصواريخ خلال السنوات الـ 5 الماضية، والدليل على ذلك هو هجومه الأخير على القواعد الجوية الأمريكية في العراق”.
- تطور نظام الملالي في رعايته للإرهاب، وكان نظام الملالي قد ارتكب كل أنواع الممارسات الشيطانية بتمويله للإرهاب في العراق وسوريا، ويسعى الآن إلى إرتكاب هذه الممارسات بشكل دائم على الصعيد العالمي بقدر مختلف. وتجدر الإشارة إلى أن إرهاب نظام الملالي بات أقوى وأكثر ضراوة مما كان عليه منذ 5 سنوات.
- زيادة معدل التخصيب للتسلح النووي، وفي واقع الحال وصل نظام الملالي الآن إلى تخصيب 20 في المائة من مواد التسلح أو أنه ينتهكها. وانتهى الأمر.
كل هذه الأسباب ألم تكن كافية لدفع الرئيس جو بايدن إلى القلق؟
السيناتور الديمقراطي بالغ القلق، على اختلاف عن رئيسه وهذا ماعبرت عنه “روي نيوجيرسي نيوز” وقد كتبت: ” إن توريسلي يشعر بالقلق من تجاهل إدارة بايدن لهذه المعطيات وتعريض البلاد للخطر”.
إذ قال توريسلي: “لا يمكنكم إيجاد حل لوصول الملالي الآن إلى هذه الدرجة من التخصيب، وأصبحوا أكثر اقترابًا من إنتاج السلاح النووي”.
وقال توريسلي إنه يعترف بأن ترامب كان على حق.
وقال:”بصفتي شخصًا كان ديموقراطيًا طوال حياته، وبغض النظر عن الحزبية، أود أن أقول إن الأوضاع مختلفة أيضًا من حيث المبدأ، وأن العقوبات المفروضة على نظام الملالي لا توصف بسوى أنها تؤتي أكلها، مهما كان رأيكم في دونالد ترامب.
إن اقتصاد نظام الملالي آخذ في الانهيار. وهناك توتر كبير بين قوات حرس نظام الملالي والملالي الحاكمين”.
وقال توريسلي: ” إن ما أخشاه هو أن نُلقي بطوق النجاة للملالي عندما يكونوا على حافة الهاوية. والجدير بالذكر أن محادثات إدارة بايدن حاليًا مع كوريا الجنوبية حول الإفراج عن مليار دولار من العملات الأجنبية المجمدة تطبيقًا للعقوبات يعتبر طوق نجاة خطأ نلقيه لنظام الملالي في الوقت الخطأ “.
كلام السيناتور، قد يعيد تقييم النظرة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فالرئيس:
ـ المغامر، الأرعن، قد يكون الأعقل.
ـ لم لا؟
الأمريكان الذين بكوا من دونالد ترامب قد يبكون عليه.
ذلك ما قد تحمله الايام اللاحقة، يوم يفتح الامريكان أعينهم ويجدون الصواريخ الايرانية تنهال عليهم، فيما القنابل النووية قنابل “جيب”.