طالب البطريرك الماروني الكاردينال “مار بشارة بطرس الراعي”، الأحد السلطات اللبنانية، بتلبية مطالب المتظاهرين، وعدم التعامل معهم بفوقية واستكبار وتخوينهم أو ترهيبهم.
وقال البطريرك “الراعي”: “الشعب اللبناني يعيش ثورته الإيجابية الإصلاحية في تظاهرات عفوية منذ أحد عشر يوماً، لأنه يعاني الكثير، فلا ينظر إلى هؤلاء المتظاهرين السلميين الحضاريين بنظرة فوقية أو إستهتارية أو تسييسية.”
كما لا يحق الانحراف بانتفاضتهم إلى نزاع حزبي أو إلى أهداف إيديولوجية هدامة، إنها في الحقيقة ظاهرة التحام الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه، تحت راية لبنان، حول مطالبه الوطنية المحقة بالكرامة والعدالة الاجتماعية، الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثر، والمطالبة بحكومة توحي الثقة، حسب تعبيره.
وتابع الراعي: “هذا المشهد يؤكد للجميع أن ثقافتنا الوطنية التاريخية هي ثقافة الحرية والحياة الكريمة، في دولة المواطنة الحاضنة للتنوع، فلا مجال هنا لترهيب أو لتخوين شبابنا الذين يضحون من أجل تصويب الممارسة السياسية بحيث تتحلى بالتجرد والنزاهة والشفافية.”
وطالب السلطة بالاستماع لمطالب المحتجين قائلاً: ” الشعب في دستورنا اللبناني، هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها، لذلك لا تستطيع السلطة السياسية تجاهله، بل عليها أن تصغي إلى مطالبه، وتتفاعل معه قبل فوات الأوان”.
وأشار إلى أن صرخة المتظاهرين هي نفسها منذ 11 يوماً، تأليف حكومة جديدة بكل وجوهها، مصغرة وحيادية، لتعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها رئيس الحكومة سابقا،ً والتي يقبلها المتظاهرون ولكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها، حيث أمضت سنتين بعد مؤتمر “سيدر” لكتابتها، ولم تقم إلى الآن بأي إصلاح مطلوب، للاستفادة من المال المرصود لمساعدة النهضة الإقتصادية في لبنان.
وخاطب السلطة اللبنانية قائلاً: “أيها السياسيون، كما كنتم تبحثون عن رضى الشعب وصوته في زمن الانتخابات، إبحثوا الآن عن هذا الشعب وعما يرضيه، لئلا تخسروا ثقته بشكل نهائي، لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي، بفعل المخربين المأجورين المندسين بثوب الحمل.”
كما دعا المتظاهرين ، للحفاظ على خلقية الانتفاضة، و عدم السقوط في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية، مضيفاً: ” سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع، وتجاوبوا مع الجيش اللبناني والقوى الامنية التي نحيي جهودها ونثمن حكمتها، فلا يدخل إلينا “شتاء” ذاك “الربيع العربي” الهدام، إذا تصرفنا جميعنا بوعي وحكمة”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي