مرصد مينا
انتقدت وزارة الخارجية الصينية في بيان، اليوم (الأحد)، إسقاط منطاد صيني تشتبه واشنطن بأنه لأغراض التجسس، متهمة الولايات المتحدة بـ “المبالغة في رد الفعل وبانتهاك الممارسات الدولية بشكل خطير”.
وأضافت الوزارة أن بكين تحتفظ بالحق في استخدام الوسائل اللازمة للتعامل مع المواقف المماثلة، من دون أن تشير إلى طبيعة تلك الوسائل، ويأتي بيان وزارة الدفاع بعد بيان سابق للخارجية الصينية عبرت فيه عن استيائها مما وصفته باستخدام الولايات المتحدة القوة في إسقاط المنطاد، وعدّت الأمر انتهاكا خطيرا للأعراف الدولية، مشددة على أن التصرف الأميركي ينذر بتداعيات.
هينو كلينك، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون شرق آسيا إن الحزب الشيوعي الصيني “سيستمر في اتهام الولايات المتحدة بالقيام بأفعال استفزازية وباستخدام القوة لإزالة هذا المنطاد الصيني من المجال الجوي الأميركي”، مضيفا “سوف يزعمون أن تصرفاتهم بريئة تماما وأنهم يلتزمون بالقانون الدولي، ويكررون مزاعمهم بأن المنطاد كان يستخدم لأغراض البحث العلمي، خاصةً في مجال الطقس والأرصاد الجوية. وكما هو معتاد بالنسبة لهم، سيطلقون اتهامات مضادة وينكرون أنهم كانوا مخطئين”.
كلينك الذي يعيش في بكين ثقال إنه رغم أنه لا يعتقد أن الصين ستتخذ موقفاً عدوانيا «واضحا وعمليا»، فإنها قد تكون عدوانية من الناحية الخطابية أثناء محاولتها إبعاد اللوم عنها.
من جهته، قال زاك كوبر، الباحث البارز في معهد أميركان إنتربرايز في الصين إنه “لا يتوقع أن ترد بكين عمليا على إسقاط المنطاد”، معربا عن اعتقاده “أن القادة الصينيين سيرغبون في ترك هذه القضية وراءهم، لذلك لا أتوقع أنها ستفعل شيئا أبعد من إصدار بيانات تندد بالحادث”.
أما جيمس أندرسون نائب وزير الدفاع الأميركي في عهد ترمب، فيرى أن “الصين ستستمر لفترة طويلة في الادعاء بأن الولايات المتحدة بالغت في رد فعلها بإسقاط منطاد التجسس”، موضحا أن هذه “ستكون مجرد محاولة من جانب الصينيين لصرف الانتباه عن حقيقة أنهم انتهكوا بشكل فاضح واستفزازي المجال الجوي الأميركي والقانون الدولي”
إلا أن أندرسون توقع أن تنخرط بكين في مزيد من الاستفزازات ضد الولايات المتحدة في الأيام المقبلة مؤكدا على ضرورة أن تكون واشنطن يقظة ومستعدة للدفاع بقوة عن مصالحها الأمنية الوطنية في الداخل والخارج.
وأعلن البنتاغون لأول مرة عن وجود منطاد المراقبة المشتبه به يوم الخميس الماضي، حيث حلق فوق ولاية مونتانا، والتي يخزن بها 150 صاروخا باليستيا عابرا للقارات مزودة برؤوس حربية نووية في قاعدة عسكرية في الشمال.
يشار أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ألغى زيارته لبكين، والتي كان من المقرر أن يقوم بها اليوم (الأحد)، ووصف دخول «منطاد المراقبة» المجال الجوي الأميركي بأنه أمر «غير مقبول».
وبينما لم تكن التوقعات بشأن الزيارة عالية، كانت هناك آمال في أنها ستساعد العلاقات الصعبة بين البلدين، شدد بلينكن على أن الولايات المتحدة تريد إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع بكين وأن الزيارة يجب أن تتم «عندما تسمح الظروف بذلك”.