الرصاصة التي لا تقتلك

زاوية مينا

فاز بالمناظرة ولم ينل منه القنّاص.. هو ذا حال دونالد ترامب، فمتابعو الشاشات شاهدوه بالصورة الحيّة وهي يلوّح بقبضته ويهتف “قاتلوا قاتلوا”.

لم يُقتَل دونالد ترامب، أما عن محاولة اغتياله فلم تكن سوى إضافة لرصيده الانتخابي، والمؤكد أنه سيستغل المحاولة إلى أقصى الحدود في حملته الانتخابية.

مكان الإصابة يشير إلى أنّ المسلّح كان يهدف الى إصابة ترامب في مقتله بين الأذن والحاجب، ما يعني أن المحاولة كانت جدية.

عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو المرشّح الأبرز ليكون نائباً لترامب سارع للإعلان أنّ “الله أنقذ الرئيس ترامب” وهذه مقولة ستتردّد  حتى إجراء الانتخابات.

الرئيس بايدن سارع لإدانة عملية الاغتيال، اتّصل بترامب وقرّر سحب الإعلانات الانتخابية المتلفزة، التي يشنّ فيها حملات قاسية على ترامب مخافة أن يكون لها ردّة فعل معاكسة نتيجة التضامن الذي سيحصل عليه ترامب.

الصحافة الأمريكية وكذا صحف العالم اشتغلت على عنوان بالغ الاغراء، أما العنوان فهو:

ـ تاريخ اغتيال الرؤوساء في الولايات المتحدة، ومادام الحال كذلك فلابد من سرد وقائع تلك الاغتيالات وابطالها:

لقد تمّ اغتيال أربعة رؤساء على مرّ التاريخ أثناء ولايتهم، أبرزهم اغتيال أبراهام لينكولن عام 1865 والرئيس جون كينيدي عام 1963. أما الرئيسان جايمس غارفيلد وويليام ماكنلي فقد توفيّا متأثّرين بجراحهما في العامين 1881 و 1901.

وهنالك عدّة محاولات اغتيال لرؤساء ومرشّحين للرئاسة أبرزها محاولة اغتيال الرئيس الراحل رونالد ريغان الذي أصيب بجروح بليغة عام 1981.

محاولة اغتيال ترامب تشبه من حيث الشكل محاولة اغتيال ثيودور روزفلت عام 1912 في مهرجان انتخابي، حيث أصيب لكنه استمر بإلقاء خطابه بعد أن خفّفت علبة نظّارته من قوّة الرصاصة وتلقّى العلاج لاحقاً.

من بعد هذا التعداد ملاحظات على صلة بسيرة دونالد ترامب فـ :
كان الرئيس ترامب السبّاق في التحذير من اندلاع أعمال عنف في حال عدم فوزه في الانتخابات. كما أنّ ولايته انتهت بمحاولة لاقتحام الكونغرس تخلّلتها أعمال عنف. لكنّ أعمال العنف جاءت ضدّه وكاد أن يدفع ثمن التلويح باحتمال اندلاع حرب أهلية.

اليوم وبعد نجاة ترامب من محاولة الاغتيال، من غير الواضح ما هي الاستراتيجية الانتخابية التي سينتهجها المؤتمر الحزبي، لكن من المؤكّد أنّ محاولة الاغتيال ستضاعف الاهتمام بالمؤتمر الحزبي وتزيد من نسبة المشاهدة والمتابعة.

الديمقراطيون سيلقون اللوم على الخطاب التحريضي لترامب الذي يشجّع على العنف، وينتهج خطاباً يعتمد على التخويف وزرع القلق في المجتمع الأميركي.

الرئيس الأسبق أوباما الذي شجب محاولة الاغتيال لمّح الى ذلك داعياً إلى ضرورة استخدام “اللحظة لإعادة الالتزام بالتحضّر والاحترام في سياستنا.”

السؤال الذي يحيّر الديمقراطيين هو كيف يمكن إيقاف ترامب؟ فلا الفضائح الجنسية، ولا الأحكام القضائية استطاعت الحؤول دون ترشّحه وتقدّمه في الاستطلاعات، واليوم يضاف إلى هذه اللائحة محاولة الاغتيال.

اخيراً ثمة من يقول:

ـ الرصاصة التي لا تقتلك تقويك، بل قد تقودك إلى الرئاسة مجدداً.

Exit mobile version