الرقة.. جثث واعتقالات ومظاهرات

انتشل فريق “الاستجابة الأولي” التابع لـمجلس الرقة المدني 16 جثة من بين أنقاض المنازل في محافظة الرقة شمال شرقي ‏سوريا‎. ‎وبحسب المصادر إن فريق الاستجابة الأولي انتشل ١٤ جثة من مقبرة “البحوث الزراعية” في قرية “فخيخة” جنوب ‏الرقة، ٤ جثث منها تعود لنساء تم التعرف عليهن من قبل ذويهن، كما انتشل جثتين من تحت ركام أحد المباني المدمرة في ‏حي “الادخار” شمالي غربي مركز مدينة الرقة‎.‎ وكان فريق الاستجابة الأولي التابع لمجلس الرقة المدني قد صرح أنه استطاع انتشال أكثر من 4٠٠ جثة من مقبرة البحوث ‏الزراعية في قرية “فخيخة” جنوبي الرقة، التي تعتبر من أكبر المقابر الجماعية المكتشفة في محافظة الرقة‎.‎ ثمانية آلاف قتيل..‏ وفي سياق متصل كشف تقرير للشبكة السورية  بأن قرابة 5 آلاف مدني قتل بالرقة منذ 2011، وقالت في تقرير لها، إن ‏تحديد هوية الجثث في المقابر الجماعية في محافظة الرقة هي مسؤولية دولية، مشيرة إلى وجود قرابة 4247 مختفٍ في ‏المحافظة بحاجة إلى الكشف عن مصيرهم، مع اكتشاف العديد من المقابر الجماعية في مناطق كانت تخضع لسيطرة ‏‏“داعش‎”.‎ وكشف تقرير الشبكة مقتل قرابة 2323 مدنياً في محافظة الرقة، بينهم 543 طفلاً و346 سيدة، خلال معركة انتزاع السيطرة ‏على مدينة الرقة من تنظيم داعش في الفترة بين تشرين الثاني 2016 حتى تشرين الأول/ 2017، وذلك على يد ” قوات ‏سوريا الديمقراطية”(قسد) والتحالف الدولي، تم دفنهم في الحدائق والملاعب‎.‎ وأشار التقرير إلى مقتل 4823 مدنياً بينهم 922 طفلاً و679 سيدة، في محافظة الرقة منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2019، ‏تسبب النظام السوري بمقتل 1829 مدنياً منهم، في حين قتلت القوات الروسية 241‏‎.‎ أما تنظيم “داعش” فقتل 942 مدنياً، و ميليشيا “قسد” 308 ، في حين أن التحالف الدولي تسبب بمقتل 1133 مدنياً، وقتل ما لا ‏يقل عن 367 مدنياً على يد جهات أخرى لم تحددها الشبكة‎.‎ ويشير التقرير إلى فصائل في المعارضة المسلحة تسبب بمقتل 3 مدنيين فقط في الرقة‎.‎ ولفتت تقرير الشبكة إلى وجود 4247 مختفٍ من أبناء محافظة الرقة، بينهم 219 طفلاً، و81 سيدة، منذ آذار/ 2011 حتى ‏آذار/ 2019، منهم 1712 شخصاً اختفوا على يد قوات النظام السوري، و 2125 على يد “داعش”، و288 على يد “قسد”، ‏و122 على يد فصائل في المعارضة المسلحة‎.‎ ونقل الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن فريق الاستجابة الأولية والذي يقوم بانتشال جثث الضحايا في مدينة الرقة، تأكيده ‏الحاجة لدعم لوجستي وخبراتي، حيث يواجه تحديات عدة في عمله خلال البحث واستخراج الجثث‎.‎ اعتقالات ومظاهرات وجاء تقرير الشبكة يأتي ذلك في وقت استمرت فيه حملات الاعتقال التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث ‏أفادت مصادر ميدانية بأن دوريات تابعة للشرطة العسكرية التابعة لقسد داهمت قرى وبلدات ‏في ريفي الرقة الشرقي ‏والشمالي، وذلك للبحث عن شباب تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً إلى 25 عاماً بغية سوقهم إلى ‏التجنيد الإجباري‎.‎ ووفق للمصادر فإن الشرطة العسكرية التابعة لـقسد اعتقلت أكثر من ٢٠ شابا خلال الايام الماضية في ريفي الرقة الشمالي ‏والشمالي الغربي، بعد أن كثفت حواجزها في المنطقة‎.‎ وأضافت المصادر أن دوريات أخرى تابعة للشرطة العسكرية، اعتقلت يوم الخميس الماضي ١٣  شابا بعد حملة دهم ‏واعتقال طالت عدة قرى وبلدات بريف الرقة الشرقي، بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري‎.‎ وتشهد محافظة الرقة وعموم مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حملات دهم واعتقال بحق الشبان، بهدف سوقهم ‏للتجنيد الإجباري أو بذريعة تواصلهم مع فصائل الجيش الحر في الشمال السوري‎.‎‏ بالمقابل خرجت مظاهرة في شارع “سيف ‏الدولة” شرقي مركز مدينة الرقة، يوم الخميس الفائت، للمطالبة بإلغاء قرار حظر الدراجات النارية داخل المدينة، ردت قوات ‏سوريا الديمقراطية باعتقال عدد من المتظاهرين‎.‎ وقالت المصادر إن عشرات الأشخاص خرجوا عند صلاة المغرب يوم الخميس، بمظاهرة في شارع “سيف الدولة” شرقي ‏مركز مدينة الرقة، طالبوا فيها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بإلغاء حظر الدراجات النارية الذي تفرضه منذ أكثر من شهر ‏داخل مدينة الرقة، وأضافت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قامت بتطويق المكان وشنت حملة اعتقالات واسعة بحق المدنيين ‏الذين شاركوا في المظاهرة‎.‎ يذكر أن مجلس “الرقة المدني” فرض في ١ آذار  الماضي حظرا على الدرجات النارية داخل مدينة الرقة، مما أثار استياء ‏المدنيين الذين يستخدمون الدرجات النارية في تنقلاتهم داخل المدينة‎.‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

Exit mobile version