أفادت مصار أمنية خاصة لـ “مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي“، اليوم الثلاثاء، 16 تموز، أن النظام السوري وضع الشخص الأكثر وحشية في سوريا والمعروف باسم “سفاح سوريا” اللواء “جميل حسن” المدير السابق لإدارة القوى الجوية، تحت الإقامة الجبرية، وذلك تلبية لأوامر روسية.
وبيّن المصدر الذي فضل حجب اسمه لـ “ضرورات أمنية” أن، روسيا منعت “جميل الحسن” من السفر إلى رومانيا بحجة العلاج من السرطان، ووضعته تحت الإقامة الجبرية.
وأوضح المصدر أن روسيا هي من أعطت الأوامر بقضية “اللواء جميل حسن” خوفاً من مشروع إيراني لترحيله في إطار صفقات مصالح متبادلة تبقي على حياته مقابل الإضرار بمصالح روسيا مباشرةً.
وكانت تغيرات هامة قد أُجريت في سوريا بداية تموز الجاري، أُقيل على إثرها “جميل حسن” من قيادة المخابرات الجوية، في خطوة لتهميشه كضربة أولى لإيران التي تسعى للتمدد في مناطق السيطرة الروسية في سورية.
حيث أوكلت روسيا إلى اللواء- صاحب الولاء لإيران- مهمة التفاوض مع الإسرائيليين في، 30 حزيران الماضي، في منطقة “أم اللوقس” على الحدود مع الجولان السوري المحتل، وعلى مقربة من “المقر صفر”، وهددت روسيا حينها “اللواء جميل” بأمرين أحلاهما مرّ؛ إما التوصل لاتفاق مع إسرائيل عبر قبول العرض الإسرائيلي، أو متابعة سجنه في مقر عمله فبفرع المخابرات الجوية.
وتمثّل العرض الإسرائيلي والتي وافقت عليه روسياً، بدمج “الفيلق الخامس” بقوات النظام واعتباره جزءاً من المؤسسة العسكرية للنظام، واشترطت إسرائيل إخراج المليشيات الإيرانية من المنطقة وإبعادها مسافة 55 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان، على أن تموّل اسرائيل عملية قتال المليشيات الرافضة للانسحاب عن الحدود، بدعم روسي، إلا أن “جميل حسن” رفض العرض الإسرائيلي، واعتبار المليشيات الإيرانية “اخوة” للسوريين.
وينسب إلى القيادي الأمني، مقولة “أنا على استعداد لقتل مليون شخص وبعدها خذوني إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي” كما يُعد الأب الروحي لـ”سهيل حسن”.
كما حرص على الوفاء بوعده، فخلال الأعوام التي تلت، أُلقي بمئات السوريين في سجون المخابرات الجوية حيث تعرّضوا للتجويع والتعذيب، وأنه في 2016، وعندما بلغ عدد القتلى نحو 300 ألف شخص، أعرب جميل حسن خلال لقاء جمعه بوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء عن أسفه لتباطؤ النظام في اتخاذ موقف حازم منذ البداية تجاه الحراك.
ولد اللواء الاستخباراتي”، في ريف حمص 1952، لعائلة تنتمي للطائفة “العلوية” وهي الطائفة التي ينتمي إليها”بشار الأسد” رئيس سوريا الحالي، عُين مديراً لإدارة المخابرات الجوية بتاريخ 1/7/2009، خلفاً للواء عبدالفتاح قدسية.
وفي عام 2018، أصدرت ألمانيا، مذكرة اعتقال دولية ضد اللواء جميل حسن، رئيس إدارة المخابرات الجوية في سوريا، والمسؤول عن تعذيب المعتقلين في فرع حرستا في ريف دمشق وذلك بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
لتعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها على الإطلاق التي تقوم بها ألمانيا ضد أحد مسؤولي نظام الأسد وذلك بعد رفع دعوة قضائية من قبل السوريين النازحين إلى ألمانيا، حيث جمدت الولايات المتحدة من قبل وعدة دول أوروبية أموالاً وحسابات مصرفية على عدة شخصيات في نظام الأسد متهمين بارتكاب جرائم حرب.
وتسعى روسيا إلى وضع شخصيات موالية لها داخل أروقة القصر الرئاسي في دمشق، لضمان سيطرتها على مراكز صنع القرار السياسي في سوريا، بينما تبقى إيران البندقية التي تسيطر فيها روسيا على الأرض.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي