دفنت السلطات العراقية العشرات من المختطفين السنة بينهم نساء وأطفال، كانوا قد اختطفوا على يد قوات مسلحة شيعية، دون إبلاغ ذويهم بأمر مقتلهم، ودفنهم.
المسؤولون السُنة في العراق يوجهون أصابع الاتهام إلى مجموعات شيعية مسلحة، بأنهم وراء عمليات اختطاف المئات من سكان المناطق السُنية في محافظتي بابل والأنبار خلال العمليات العسكرية منذ عام 2014 ولا يعلم ذووهم أي شيء عن مصيرهم، منذ اختفائهم.
دائرة الطب العدلي في بابل كانت قد وجهت كتابا رسميا إلى دائرة صحة محافظة بابل يشير إلى أن مؤسسة الزهراء الخيرية (غير حكومية) تبنت استلام ودفن 31 جثة مجهولة الهوية موجودة في ثلاجات دائرة الطب العدلي في بابل.
عضو البرلمان العراقي النائب “أحمد الجبوري” قال في بيان صدر عنه يوم أمس الاثنين أن هناك ” جثثا تم التعامل معها على أنها مجهولة الهوية، وهي لمختطفين معظمهم من المناطق المحررة، وتم تسليمهم لمنظمة مجتمع مدني لغرض دفنهم”.
وتساءل عن دور الحكومة العراقية، وموقفها من ذلك بقوله: ” أين دور الحكومة في تسليم الجثث، بعضهم أطفال ونساء ومعظمهم رجال، إلى ذويهم أو محافظاتهم، أو إلى مفوضية حقوق الإنسان”.
وأكد النائب “الجبوري” في إحدى مقابلاته التلفزيونية أن هناك أكثر من 1600 مفقود ومخطوف من ثلاث محافظات عراقية “نينوى، والأنبار، وصلاح الدين”، كانوا فارين من تنظيم داعش عام 2014 بعد سيطرة التنظيم على محافظاتهم، وكان الطريق الوحيد للوصول إلى العاصمة بغداد هي المنطقة المشتركة بين “بابل والأنبار، وبغداد” واختفى هناك المئات من المدنيين الأبرياء الذين هربوا من التنظيم.
وأضاف: لا نسمع بمصطلح “مجهول الهوية”، إلا في العراق، وهذا الاستفهام الذي نطرحه على الحكومة العراقية، انها لماذا لم تقم بالبحث عن أسر الجثث المختطفة، أو حتى إعلام العراقيين بوجودهم قبل الدفن، وحتى لو كان هناك جثة لشخص أجنبي تقوم السفارة باتخاذ ما يلزم لذلك، أما أن تدفن الجثث بهذه الطريقة دون إخبار ذويهم هذا يعني على الأرجح أنها تسعى للتغطية على تلك الجرائم، لأنه في حال وجود أي جثة يجب أن يكون هناك قضية بشأنها.
وتابع اتهامه للسلطات العراقية بمساندة مرتكبي جريمة القتل، وقال: يجب على وزارة الداخلية أن تفتح تحقيقاً بشأنها وتتعرف على أهل الضحية، قبل أن تتعرف على من ارتكب الجريمة، لكن للأسف الشديد هذا الأمر لم يحصل، ولهذا نحن لن نسكت، لأن المشكلة لم تبدأ اليوم، نحن نتكلم عنها منذ عام 2014، 2015، ففي نينوى فقط يوجد أكثر من 300 مختطف، فقدوا في شمال بابل، واليوم عندما يتم الحديث عن جثث مجهولة الهوية في ذات المنطقة، فمن الأرجح أن تكون الجثث لأولئك المختطفين في تلك المرحلة.
النائب العراقي “مثنى عبد الصمد السامرائي” رئيس حزب المسار المدني كتب على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” “دفن ضحايا بابل بعيداً عن الأضواء وعدم إجراء تحقيق جاد لمعرفة هوياتهم وكشف القتلة يثير الشبهات حول ضلوع جهات ذات سطوة ؛ ومن حقنا أن نتساءل : هل ستتعامل الحكومة مع هذا الملف بنفس حماستها مع الكشف عن مقابر جماعية تخص النظام السابق؟”، واختتم تغريدته بهاشتاغ “#ضحايا_بابل_عراقيون_أيضاً”.
وفي وقت سابق أكد “التحالف السُني” أن مصير أكثر من 2200 مواطن سني عراقي تم اختطافهم من قبل أحد فصائل الحشد الشعبي في منطقتي الرزازة وجرف الصخر لم يعرف مصيرهم، إضافة إلى عدد يقارب ذلك في سامراء، لا يعلم ذووهم أين هم، وما مصيرهم أيضا.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي